كرمت جريدة «الشعب» في ذكرى تأسيسها ال 49 المصادفة ليوم 11 ديسمبر من كل سنة، عددا من شهداء المهنة وبعض العمال المتقاعدين، في حفل بادر إلى تنظيمه الفرع النقابي بالتنسيق مع إدارة الجريدة، عرفانا لما قدمته هذه الفئة طيلة عقد من الزمن، جابهت فيه كل الأخطار والظروف الصعبة حتى لا يتوقف القلم على خط الكلمات، وآلات الطبع عن إصدار الصفحات وحضر حفل التكريم، الذي احتضنه مركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية، الرئيس المدير العام للجريدة عز الدين بوكردوس، رئيس التحرير مختار سعيدي، إلى جانب عمال وموظفي جريدة «الشعب» من صحافيين، تقنيين وإداريين، وممثلي الفرع النقابي. وانطلق الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء المهنة والواجب، الذين راحوا ضحية أيادي الغدر في سنوات المأساة الوطنية . وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد الرئيس المدير العام لجريدة «الشعب» السيد عز الدين بوكردوس، أن الحفل فرصة لتذكر «من تركنا في نصف الطريق ورحلنا عنا» كما أنه مناسبة لتكريم «الذين ظلوا واقفين إلى جانبنا في أحلك الظروف والمواقف» مشيرا إلى أن «هذا الحفل رغم بساطته، فإنه قوي بوجودكم ومشاركتنا ذكرى تأسيس الجريدة». وأعرب المدير العام لجريدة «الشعب»، عن أمله في أن يخلق هذا الحفل عادات وتقاليد في المستقبل، تؤسس لثقافة جمع الشمل وإعادة وصل حبل الصداقة بين عمال وعاملات الجريدة من الجيلين، ويمهد لتنظيم حفل أكبر بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيس أعرق جريدة وطنية، يحضره كل من شارك في إصدار الجريدة ورافقها في لحظات انكساراتها وانتصاراتها. ونبه السيد بوكردوس، المشاركين في الحفل، إلى ضرورة الحفاظ على المكتسبات فكما قال «تجمعنا جريدة واحدة، وبلد واحد، ويكفينا أن نتذكر بعضنا البعض، فكما تذكرنا اليوم من قدموا عملا جليلا بقيت بسببه الجريدة واقفة إلى غاية اليوم، نتمنى أن يأتي يوم يتذكرنا فيه آخرون، ليستمر العطاء، ولا تنقطع العلاقات». وخلص في كلمته إلى القول «يكفينا أن نرى الفرحة في وجوه المتقاعدين وزوجات الراحلين عنا بهذا التكريم البسيط». بدوره، قال رئيس تحرير جريدة «الشعب» مختار سعيدي، إن «الحفل ليس تكريما ماديا بقدر ما هو تكريم معنوي وفرصة للقاء الزملاء السابقين بعد غياب طويل» موضحا أن مشكلة الجزائريين تكمن في «القطيعة مع كل ما له صلة بالعمل بمجرد الإحالة على التقاعد في وقت نرغب نحن في أن تدوم الأخوة والزمالة وأن نلتقي في السراء والضراء». وفي رأيه يشكل الحفل محطة تذكر لزملاء راحوا ضحية الغدر الجبان، أمثال حموي مقران وعبد الوهاب سداوي ويحياوي عبد الحميد وغيرهم، ممن تميزوا بالعطاء والأخلاق الكريمة، مؤكدا أن هؤلاء «سيبقون أحياء في الذاكرة». أما الأمين العام للفرع النقابي لجريدة «الشعب» أحمد ادبيلي، فاعتبر تكريم شهداء المهنة والعمال المتقاعدين ب «التفاتة طيبة حتى لو جاءت متأخرة، فقد غيب الموت الكثير من العمال، كما غيبتهم الحياة سنوات بعد أن تخلى عنهم الجميع»، وهو «ما دفعنا إلى تكريمهم اليوم» لأنهم قدموا كما قال أفضل ما عندهم في السنوات الصعبة، حينما لم يستطع الرصاص كتم صوت القلم، وبفضلهم ظلت الجريدة تصدر إلى غاية سنة 2011.