أحزاب سياسية ظلت الى عهد طويل، لا تعرف إلا المساندة ودعم تشكيلات اخرى في المشهد السياسي، حري بها ألانشطار بدل الاحتضار الذي تتجرع سكرات موته بين الفينة والأخرى. بعد تجربة الانفتاح السياسي والتعددية الحزبية في الجزائر فجر التسعينيات، ونحن على مشارف الالفية الثانية، كان جدير ببعض الاحزاب التي بلغت من العمر عتيا، ان تكون لها قاعدة نضالية، تقول كلمتها وتصنع خياراتها بنضالها لا بمساندة غيرها. لا اتحدث من باب ان حركة الاصلاح دعمت المرشح لرئاسيات 2019 عبد المجيد تبون وقبلت ان يكون برنامجه ورقة طريقها نحوجزائر جديدة، فيها تكافؤ الفرص وما تضمنته المقترحات والركائز ال54 التي اعلن عنها اول امس. اذا كانت حركة الاصلاح لديها رغبة في مساندة طرف عن اخر، كان الاجدر بها انتظار برامج المرشحين الاربعة، حتى يمكن لها التخندق ضمن سياق حزب يحمل في جعبته برنامجا طموحا، يمكنه ان يكون القاسم المشترك مع رؤيتها وقاعدتها النضالية، لكن الملفت للانتباه انها لم تنتظر ذلك، فأعلنت تأييدها لمشروع تبون دقائق من اعلانه الرسمي عن برنامجه، وهووجه الغرابة، فقد كان منتظر منها مساندة المرشح بن قرينة لاقتراب مشروعه الاسلامي منها، وكأن لسان حالها يقول لسنا في حاجة الى تشكيلة سياسية اخرى ندعمها، أونساندها انما خياراتنا مع شخصية مستقلة، حتى وان كانت تحمل عضوية اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني. تبقى خيارات الاحزاب الاخرى والشخصيات الوطنية اوفعاليات المجتمع المدني منتظرة في هذا التوجه، والأيام القادمة ستكشف لنا قوائم طويلة التحقت بمداومة تبون، ولعل تشكيلة الافلان هي الاخرى مطالبة بعقد دورة اللجنة المركزية لمساندته ايضا، بعدما وجدت نفسها على طرفي نقيض، بين الارندي الذي يملك مرشحه ممثلا في ميهوبي، وبالتالي التخندق ومنح تبون كل القواعد النضالية سيظل حتمية لا خيارا. على الاقل حفظ ماء الوجه، لرجالات الجبهة الذين هم الان في مديرية حملة المرشح كأحرار ولا يمكن في اي حال من الاحول منح الاصوات هذه الى حزبي الطلائع والمستقبل، وان كان بن فليس وبلعيد، خرجا من الضلع الاعوج للجبهة، ومكانتهما في القاعدة النضالية الافلانية لا تزال قوية ومتجذرة، ولا يزالان يتمتعان بوعاء انتخابي مهم جدا، تحسبا للانتخابات القادمة، وبالتالي توزيع الاصوات يكمن ضمن خطة شيطانية، مادام الافلان ليس لديه مرشحه، فانه يخير اتباعه بالتصويت على تبون، «ولي في القلب في القلب «، اوكما يقال تيمنا باقتراح « ابوجهل» الشيطاني «أن تقوم كل قبيلة بتكليف أحد رجالها ليسهم مع آخرين من جميع القبائل المكية، ويضربوا الرسول ضربة رجل واحد فيضيع دمه بين القبائل، وعند ذاك لن تحدث فتنة « ومع الاعلان الرسمي للنتائج، سيجد الافلان نفسه بين ثلاثية تبون، بن فليس، بلعيد، ايهما كان الرئيس المقبل فأن لمسة الافلان حاضرة، وان حدث العكس وظهر بن قرينة اوميهوبي «ما حكَّ جلدكَ مثلُ ظفركَ ».