لم يكتف المترشحون الخمسة في رئاسيات 12 ديسمبر 2019 بالتجمعات الشعبية المنظمة عبر مختلف ولايات الوطن من أجل الترويج لحملتهم الانتخابية والتعريف ببرامجهم، بل استعانوا بالدعاية الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي «كالفايسبوك والتويتر» من خلال نشر أغلب معطياتهم وتحركاتهم بهدف التأثير على الرأي العام واستقطاب أكثر عدد من مؤيديهم والتأثير عليهم. بعد أن كان المترشحون في الرئاسيات يعتمدون على الشوارع والساحات العامة لإقناع الناخبين وحثهم على المشاركة والتصويت لصالحهم، غابت على غير العادة الصور واللوحات الدعائية الورقية على الساحات العمومية في هذه الحملة الانتخابية، إذ اتجهت مختلف الشخصيات الحزبية والحرة المتنافسة على قصر المرادية، إلى مواقع التواصل الاجتماعي خاصة «الفايسبوك» لمحاولة كسب ثقة الناخبين والتواصل معهم من خلال المنشورات والبث المباشر لندواتهم وتجمعاتهم الشعبية. وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي لاعبا أساسيا في هذه الاستحقاقات الرئاسية نظرا لتأثيرها القوي على الرأي العام، وهو ما جعل المرشحين الخمسة يوظفون منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم للإعلان عن برامجهم الانتخابية والتعريف بشعاراتهم خلال الحملة الانتخابية وحشد المؤيدين لهم، حيث أن الاهتمام بالدعاية الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي فاق الاهتمام بالصور واللوحات الدعائية الورقية في الميادين لأول مرة في استحقاق انتخابي يجرى في الجزائر. وبما أن الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 12 ديسمبر الجاري هي من أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام الإلكتروني في الوقت الراهن خاصة في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر، تستخدم العديد من الجهات مئات الصفحات على الفايسبوك من أجل استطلاع آراء الجمهور حول الشخصية الأنسب من وجهة نظرهم لتولي المنصب الرئاسي. كما يتم فتح عديد الصفحات والمجموعات على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» من قبل مجهولين باسم المترشحين الخمسة في رئاسيات 12 ديسمبر، غالبا ما تكون صفحات أو مواقع مزيفة تحتال على المتابعين وأخرى حقيقية تتعرض إلى تبليغات لإلغائها من الموقع. ولعل أكثر الصفحات انتشارا هي التي تحمل اسم المترشح الحر عبد المجيد تبون إلا أن الصفحة الرسمية الخاصة به تحصي أكثر من 26 ألف متابع منذ انطلاق الحملة الانتخابية، بالإضافة إلى الصفحة المخصصة لمديرية حملته الانتخابية والتي يلجأ من خلالها إلى البث المباشر لتحركاته ونشاطاته الترويجية لبرنامجه ورؤيته السياسية بهدف استقطاب أكبر عدد من الناخبين وكسب ثقة الشعب وهو ما يقوم به بقية المترشحين.