دقت سميرة فكراش المكلفة بالتكوين والتنمية البشرية وطبيبة نفسانية ناقوس الخطر حول مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي داعية إلى ضرورة التكفل النفسي بالمصابين من خلال التشخيص المبكر لتجاوز الإعاقة الكلية. وقالت فكراش في لقاء تحسيسي نظمه المرصد الجزائري للمرأة مؤخرا بفندق الشيراطون حول حالة المصابين بمرض التهاب المفاصل الروماتيزمي أن الآثار النفسية لهذا الداء وخيمة بحيث تسجل نسبة التعب لدى الأشخاص المصابين بهذا المرض 84 بالمائة من في حين 59 بالمائة يعانون من اضطرابات في النوم. وفي هذا الإطار شددت على ضرورة تكثيف الوقاية من هذا الداء الخطير من خلال القيام بالكشف المبكر في مختلف الجوانب الجسمية والنفسية لاكتشاف المرض في بدايته قبل تطوره وإلى مرحلة متأخرة والذي من شأنه تسهيل عملية علاج المريض المصاب بهذا النوع من الداء قبل فوات الأوان. ولكن غياب العدد الحقيقي للمصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي يزيد من مشكل التكفل الصحي بالمرضى في الجزائر ويحول دون الحد من مخاطره الوخيمة. وذكرت نفس المتحدثة أن نصف المرضى يقدمون معلومات خاطئة عن حالاتهم الجسمانية المتدهورة خاصة بالنسبة للذين يعانون من تشوهات جسدية مرتبطة بتدمير المفاصل بحيث يتعمدون إخفاء الحقيقة على الغير بسبب الخجل، زيادة على الحالة النفسية المتدهورة التي يعيشونها. ودعت فكراش إلى ضرورة تجاوز فكرة أن مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي يؤثر بشكل اكبر على الجسم موضحة بان النتائج النفسية للداء هي الأكثر خطورة والتي حسبها تتطلب التكفل الجيد بها لتفادي الإصابة بالإعاقة والشلل الكلي. وفي حالة الإهمال واللامبالاة في التكفل بهذا المرض قالت الطبيبة النفسانية بان مساوئ عدم اخذ هذا الأخير ماخد جد ستكون وخيمة على حالة المرضى بحيث قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى حد الإعاقة مضربة مثالا عن التماطل في علاج الإرهاق البدني الذي قد يعاني منه قائلة بأنه اذا لم ياخد بعين الاعتبار سيولد إنهاكا ذهنيا للمريض وبطريقة سريعة جدا. وأفادت المختصة بأنه من الصعب نفسيا إدارة التغيرات التي تطرأ على جسم المريض ونظرته الغريبة الفضولية غالبا والتي تصل إلى حد التهجم موضحة بان الألم الجسماني الحاد للمريض والتي ترافقه اضطرابات نفسية داخلية يمكن أن تتحول إلى ضائقة حقيقية. وأوضحت بأن وصول المريض إلى حد الإصابة بضائقة حقيقية جاء بعد هيمنة المشاعر السلبية على نفسه من خلال شعوره بالإحباط والاكتئاب لعدم تمكنه من تحقيق رغباته وفهم الآخرين إضافة إلى القلق والتفكير اللذان يؤديان إلى حدوث مضاعفات بالنسبة لحالته الصحية.