أكد وفد صيني رفيع المستوى المكون من شخصيات سياسية ودبلوماسية الذي حل بالجزائر أول أمس، توافق مواقف الجزائر والصين حول عدة مسائل وعلى رأسها معارضة التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول، وأشاد على لسان رئيسه السيد »جي بيدينغ« مساعد وزير الشؤون الخارجية الصيني بالدور المحوري للجزائر في القضايا الجهوية والدولية. جدد الوفد الصيني، على لسان رئيسه، تأكيد الدور المحوري الذي تلعبه الجزائر في القضايا الجهوية والدولية ولعل أبرز الملاحظات التي أبداها بمناسبة زيارته الرابعة إلى الجزائر الحفاظ على الاستقرار والسكينة وكذا المبادرة بإصلاحات جزائرية هامة دون الخوض في هذه الأخيرة. وفي معرض رده على سؤال تمحور حول الإصلاحات السياسية التي بادرت بها الجزائر خلال الأشهر الأخيرة، حرص »بيدينغ« على التوضيح بأنها شأن داخلي، لافتا إلى أن الإصلاحات هامة في تكريس الاستقرار الذي يعد بدوره أولوية للتطوير. من جهته، أكد السيد »وو.سايك« بأن الصين تؤيد التغيير والإصلاح النابع من الدول العربية لدى حديثه عن تونس ومصر، على أن يتم على أساس احترام رغبة الشعب بالاعتماد على الحوار والنقاش الواسع، موضحا بأن الصين تتبنى موقف مؤيد للشعب ككل وليس للحكومة فقط، كما أنها تعارض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية وهو نفس الموقف الذي تتبناه الجزائر، وينطبق أضاف يقول على سوريا إذ أن الصين تدعم دور الجامعة العربية التي تعتبر إطار مناسب لحل الأزمة مشيرا إلى لقاء جمعه قبل أيام برئيس الهيئة. وفي الجانب الاقتصادي، أشار رئيس الوفد إلى حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين الذي وصفه بالهام والمتين بالنظر إلى المصالح المشتركة بينهما والقائم على الاحترام المتبادل وعلاقات التعاون القائمة على مبدأ »رابح رابح«، مذكرا بأن الصين قبل سنتين تمكنت من احتلال المرتبة الثانية عالميا لتسبق اليابان وان احتياطي صرفها يناهز ثلاثة آلاف مليار دولار. والتزم ذات المتحدث، بإعلام رؤساء المؤسسات الصينية بالمحيط الجزائري المشجع على الاستثمار، مؤكدا بأن الأمر يتعلق بعدم اطلاع الشركات الصينية فهي لا تعرف الجزائر وليست على إطلاع بفرص الاستثمار في الجزائر لأنها تحتفظ بصورة خاطئة نقلتها بعض وسائل الإعلام. وفي سياق مغاير، أكد السفير الصيني »ليويوه« بأنه سيتم توسيع تعليم اللغة الصينية إلى جامعة الجزائر خلال السنة الجارية بعدما شملت في مرحلة أولى جامعة قسنطينة، استجابة للرغبة المتزايدة لدى الجزائريين لاسيما منهم رجال الأعمال لتعلم اللغة، مذكرا بأن سفارة الصين تمنح 30 منحة سنويا للدراسة كما سلمت 16 ألف تأشيرة العام الماضي لرجال الأعمال. وحرص الوفد على التأكد من حرية التعبير في وسائل الإعلام الجزائرية وهل هي كافية، وقد أكد ممثلوها هذا الطرح ذلك أن الصحف وفي حدود خطها الافتتاحي توجه انتقادات إلى الحكومة دون أية ضغوطات، كما أن حرية الصحافة المكتوبة ستتعزز بفتح المجال السمعي البصري الوشيك.