تتواصل الحملة الانتخابية للمعترك التشريعي المقبل بمشاركة مكثفة لمختلف التيارات وخطاب متنوع ومختلف ترافع فيه أزيد من 44 تشكيلة سياسية والعشرات من القوائم الحرة عن برامج تسلط الضوء على التحديات التي تواجه الجزائر وتلامس العديد من انشغالات المواطنين، وتشرح الحلول، محاولة بذلك استمالة الناخب وإقناعه وكسب ثقته وتتحمل مسؤوليتها في كسر أي عزوف عن الاقتراع، وتفضل العديد من الأحزاب خاصة الجديدة، التقليص قدر الإمكان من تنشيط التجمعات الضخمة والتنقل إلى اكبر عدد من الولايات، وتركز في الوقت الراهن على العمل الجواري التحسيسي لتعرف بحزبها ومترشحيها في ظل محدودية الإمكانيات للأحزاب حديثة التأسيس على وجه الخصوص.. فهل تنجح الأحزاب في إقناع الناخبين بمصداقية مترشحيها وجاذبية برامجها، وتثبيت أول خطوة نحو التغيير الحقيقي . تدخل اليوم الحملة الانتخابية لتشريعيات ال10 ماي الداخل يومها الرابع ومازال سباق مترشحي التشكيلات السياسية والقوائم الحرة في بدايته حيث يرتقب أن تنتعش كالعادة ويحتدم التنافس بين الفرسان المتسابقين في منتصف عمر الحملة الانتخابية وعند دخولها العاصمة خلال الأسبوع الأخير على وجه الخصوص على اعتبار أن العاصمة تستحوذ على حصة الأسد من المقاعد البرلمانية والتي تناهز ال 38 مقعدا . وتحاول الأحزاب بمختلف تياراتها أن تضرب بقوة والمعركة يتوقع ان تكون ساخنة بين الأحزاب القديمة و الحديثة التأسيس، ويمكن أن نقول أن المعركة انطلقت من محطة التسابق نحو اختيار أحسن المترشحين وانتقاء الوجوه الجديدة وأصحاب الشهادات والمراهنة على فئة الشباب والمرأة محاولة لإعادة بعث الأمل مجددا من أجل السير نحو التغيير بتنمية فعلية وتسيير ناجع ويذكر أن الخطاب في الحملة الانتخابية سيلعب دورا محوريا، لأنه ولى عهد الخطابات الشعبوية والكاذبة ومحاولة ذر الرماد في الأعين، ولا يمكن لأي حزب أن يقطع وعدا ثم يخلفه لأن الوعي الذي صار يتمتع به الشعب الجزائري سيسمح له بمعاقبة الانتهازيين والوصوليين والمتسلقين بطريقته الخاصة . ويمكن القول أن الانتخابات التشريعية التي تسري حملتها بشكل هادئ ومنظم لا ينتظر منها التغيير فقط بل إثراء الساحة السياسية بأحزاب قوية ذات مصداقية تكون مدرسة حقيقية يتمرس فيها السياسيون من اجل المساهمة بالطرح البناء والجريء، والمعارضة بشكل مؤسس يكون إضافة للتصويب والتفعيل لما ينجز. وما تجدر إليه الإشارة فإن الناخب الجزائري أمام كم هائل من البرامج والرؤى، وأكيد انه سيجد ما يلامس انشغالاته تبقى فقط قدرة المترشحين والأحزاب على إقناع المواطن بمصداقية تجسيدها على أرض الواقع وهو التحدي الكبير، علما أن العديد من التشكيلات السياسية تقاطعت في الأيام الأولى للحملة حول وعودها بالتغيير وتجسيد العدالة الاجتماعية والتي ربما ستخلصهم من خناق تدهور القدرة الشرائية.