كنت شابا طائشا في سن المراهقة و وصل بي الأمر إلى طريق المخدرات ، و بما أن الصاحب ساحب ، و من بين رفقاء السوء الذين يحيطون بي كان لي صديق منذ الصغر ، لم يتركني و بفضله تغيرت حالتي ، يوم أصر على مرافقته للمسجد و حين رأيته يتجه إلى المنبر و بدأ في إلقاء الخطيتين... نعم كان إمام المسجد خجلت من نفسي ، أين هو و أين أنا ! تحدث عن رحمة الله و مغفرته بعباده و نحن نصلي تلى على مسامعنا الآية : ﴿وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ . قررت يومها الابتعاد عن ما أنا فيه سحبني هذا الرفيق من شلة القرف... لم يتركني و أنا في الحضيض و أخذ بيدي للطريق الصحيح فالحمد لله . أتذكر يوم قررت أن أعفي لحيتي لكن للاسف ، فمنذ التزمت و أعفيتها و أنا أعاني من التصنيف ما إن يروني تفاجئون -» آه فلان أنت من كنت سيء الطباع ؟ «أنت من كنت مدمن».... دائما يذكرونني بزلاتي حتى حرمت أن أكون إنساناً يخطىء و يتوب و الفئة الأخرى تعاملني كالملتزم المتشدد فإن ضحكت يقولون انتم الإخوة تمزحون ؟ و إن آثار شيء قلقي يحاسبونني و يقولون هل هذا هو الإسلام ؟ لست مثلما ما صورتنا المسلسلات لست إرهابي يقتل الناس , لست شخصا متسخ الملابس , لست بعيدا عن الحياة فلا أضحك و أمازح ، لست متخلف فأنا الدكتور و أنا المعلم و الطبيب والإمام... ، فأنا من لحم و دم مثلكم أنا رجل مسلم ، أخطأت كثيرا و تبت بعدها بحث و عرفت أمر ربي في اللحية فأطعته فقط ، إياك أن تعاملني على لحيتي و لا تنتظر مني الخطأ كي تطعن في اللحية والإسلام فلم ادعي يوما الكمال فأنا بشر أخطئ و أتوب و أخطئ.. قد أسبقك عند الله بدرجات فلا تَطْعَني و تجعلني سببا في سيئة سَتُكْتب عليك ، فاللحية مجرد خيار ، هذا هو أنا و مزال طريقي الى الله طويلة و تذكر جيدا هذه لحيتي أنا و تنبت على وجهي أنا ، فلنترك التصنيف و لنعطي لأنفسنا الفرصة للتعرف على الناس من خلال سلوكياتهم و أخلاقهم و ليس مظهرهم .