وجدت المبدعة الشابة حنان بركاني أن عالمها الحقيقي هو الكتاب، فراحت تفتح كل واحد وكأنها تفتح هدية، وتكتشف من خلال قراءاتها الأبعاد الحقيقية والجمالية للأشياء، لكن وهي تبحث عن الأسرار وتفكيكها بالقراءة، كتابا بعد آخر وجدت أنها تكتب أسرارها الخاصة بطريقتها وتطل على العالم بعين كاتبة، من مواليد 1993، بولاية قالمة، متحصلة على شهادة ماستر 2، تخصص أدب فرنسي. الشعب: كيف يمكن للأعمال الأدبية أن تمثل صاحبها؟ **لمبدعة حنان بركاني: ليست الأعمال فقط هي ما تمثل الكاتب، هي قراءاته وصداقاته، أما أعمالي التي شاركت بها في المناسبات والملتقيات كانت خفايا متجلّية عملي الأول، وبوقرعون عملي الثاني وهما عملين مهّدا لظهور اسمي في الساحة الأدبية وحظيا بقراءات جميلة ودراسات أكاديمية ومذكرات تخرج عززت ثقتي بالقارئ والطالب وحتى الأستاذ المشرف. *من هي الشخصية التي أثرت فيك وجعلت منك حنان الكاتبة؟ **شخصيات كثيرة قريبة مني غذّت في هوس القراءة والاهتمام بالكتاب خالتي جميلة بشكل كبير أخوالي، جدّتي التي خلقت أمية، لكنها وهبت هذه الطلاقة في حكي الماضي وما حفظت عن السابقين من حكايات شعبية، دفعني إلى كتاب عرفني بأسماء كتاب وبعوالمهم وشخصياتهم فوجدتني أمام عالم مؤثث بالكثير من القصص والشخصيات الحقيقية والمتخيلة كلها أثرت في ولو بنسبة ضئيلة في أن أكون أنا. *هل للمحاباة دور في شق طريق النجاح في المسار الثقافي؟ **كل مسار ثقافي صعب لا بالحديث عن المحاباة، إنما لأن العالم متغير والثقافة في انفتاح مستمر لا يمكن إدراك كل مجالاته، وأعتقد أن الرواية بالتحديد هي بالأساس بناء معرفي يعتمد على المعرفة اللّغوية والجانب الثقافي، وهي مهمة كل فنان صادق كون نفسه معرفيا وثقافيا، أما المحاباة فهي لا تصنع اسما ولا تصنع نجاحا، تصنع وهما لا يدوم لذا أركز أساسا على تكوين ذاتي. *الفايسبوك أصبح منصّة لمن لا منبر له ماهو موقفك من ذلك؟ **لا أعتبر الفايسبوك منصة تدوين لأنه فضاء يجمع المثقف وغير المثقف، القارئ وغير القارئ الأحكام على النصوص لا تعتمد بالأساس على النقد الجاد والمعرفي من قبل المختصين، إنما من قبل ناس عاديين قد يرون الاشياء العادية فنا واستثناء، واعتبره السبب الأول في جعل التراكم الأدبي، وبسببه أيضا تم ردم الكثير من الأقلام التي تستحق الظهور، وهذا لا ينفي دوره في كونه الرابط المباشر بين الكاتب والقارئ متغلبا على المسافات. *ماهو جديدك المنتظر؟ **الأعمال التي حققتها تتمثل في، « خفايا متجلّية « صدرت سنة 2017 عن دار كاريزما شهاب بباتنة، ثم « بوقرعون « صدرت سنة 2018 عن دار ايكوزيوم أفولاي بسوق أهراس، مشاركة بنص مع مجموعة من الأديبات الجزائريات في مشاعل جزائرية صادر عن دار أفق، أما عن الجديد فيتمثل في رواية «يبتلع الحكاية» يصدر قريبا عن دار كلاما للنشر والتوزيع بقالمة. *ماهي الأعمال الأقرب إلى قلبك؟ **«خفايا متجلّية» وقعتها بمعرض الكتاب الدولي سنة 2017، وأهديتها لشعراء من سوريا وقرأها أصدقائي من العديد من الدول العربية وكانت لي معهم نقاشات رائعة، طبعتي معرض الكتاب سنتي 2018/ 2019 وكانت حولها أصداء طيبة جدا وتلقيت قراءات ورسائل كثيرة حولها لن أنساها ما حييت، وهو ما يدفعني لتقديم الأفضل دائما، لهؤلاء الذين وثقوا بي. *كلمتك الختامية لمن توّجهينها؟ **أوجه كلمتي للمواهب وللقائمين عليهم، حيث أبتدئ بالمواهب قائلة لهم، إن مسؤولية ما يقدم للقارئ يفوق بكثير حمى الشهرة المؤقتة وفوضى التبريكات والتهاني المستعجلة، لا تكتبوا إلا لأجل الكتابة، لأجل إنصاف قصة ما، لأجل مساعدة قارئ في اكتشاف عالم لغوي مبهر. لا تكتبوا من باب لفت الأنظار بل من باب توعية القارئ. وللقائمين على الثقافة والإبداع أقول لهم شكرا للمجهودات التي يبذلها كل قائم على الثقافة والإبداع ويسعى بصدق لتقديم المواهب الحقيقية بعيدا عن الواسطة والمحاباة واعتبارات لا تمثل الفن، فهناك أسماء حقيقية تشق طريقها بصعوبة ففضلا وليس أمرا انتشلوها من وحشة الطريق ليتسنى لأعمالهم أن تصل بكل جدارة واستحقاق للقارئ.