ارتأت عاصمة الشرق أن تضع بصمتها على الاحتفالات المخلّدة لخمسينية الاستقلال الوطني، على غرار ما قدّمت من أجل استرجاع الأرض والحفاظ على الأرض منذ أن وطأ الإستعمار الجزائر، ببرنامج احتفالي يدوم على مدار سنة كاملة. هذا وقد قسّم البرنامج الاحتفالي على شكل أربع محاور كبرى، تتعلق أولاها بالنشاطات التاريخية والثقافية والفنية والشبانية، فيما كان ثانيها حول النشاطات العلمية والأيام التوعوية والتحسيسية، ليتضمن ثالث محور التظاهرات الرياضية ليختتم آخرها بحوصلة حول الإنجازات والمشاريع التنموية. وستحتضن قسنطينة خلال الفترة المخصصة للاحتفالات 156 ملتقى وندوة من بينها 9 دولية،111 وطنية و36 محلية، أمّا فيما يتعلّق بالمسابقات الفكرية والثقافية فقد حدّدت ب 40 مسابقة، إلى جانب 26 مهرجان ثقافي وفني 5 منها دولية، فيما أخذت الأيام المسرحية والسينمائية حظا وافرا من النشاطات، ببرمجة 12 تظاهرة منها 4 دولية، ناهيك عن 123 فعالية علمية وتظاهرة رياضية منها 30 دولية. عاصمة الشرق ستحظى ومع الاحتفالية التي ستدوم لسنة كاملة بوضع حجر الأساس ل 105 مشروع، وتدشين 99 آخر. ملايير لإعادة الاعتبار ل 9 شواهد من الذاكرة الجماعية من جهة أخرى، فقد تمّ الالتفاتة إلى مجموعة من الشواهد على الذاكرة الجماعية والتاريخية للأمة الجزائرية من خلال إعادة الاعتبار وصيانة وتهيئة مقابر الشهداء، ومراكز التعذيب والمعالم والنصب التذكارية والمجمّعات التاريخية، التي خلّفها الاستعمار الفرنسي ولا تزال شاهدة على قساوة وهمجيته بشهادة ممّن بقوا على العهد، وفق المرسوم التنفيذي 2000 / 65 المؤرخ في 19 مارس 2000 الناص على كيفية تصنيف وصيانة هذه الأخيرة والحفاظ عليها، أين يتواجد بالولاية 10 مقابر للشهداء و40 نصبا ومعلما تذكاريا وأماكن ومراكز للتعذيب، حيث سيخضع البعض منها إلى الترميم. وفي هذا السياق، خصّصت أغلفة وإعتمادات مالية لتجسيد المشروع، وتخص العملية مشروع تهيئة مركز التعذيب ببلدية عين أعبيد الذي يعد أهمها، وقد تمّ استغلاله واسترجاعه من قبل قطاع المجاهدين لاستغلاله كمتحف سنة 2004، أوكلت مهمة إنجازه إلى مكتب دراسات، لتنطلق به عمليات الأشغال شهر فيفري الماضي وبميزانية قدرت ب 38 مليون دج، ومن المنتظر أن يسلم خلال السداسي الأول من سنة 2013. ثاني مركز يتعلق بمركز التعذيب ببلدية زيغود يوسف الذي كان عبارة عن المقر القديم لثكنة الدرك الوطني، كان يستعمل للتعذيب والاستنطاق، كان شاهدا على أحداث 20 أوت 55 ومورست فيه كل أنواع التعذيب رصد له غلاف مالي 32 مليون دج، كما برمجت مقبرة الشهداء التي يتواجد فيها ضريح الشهيد زيغود يوسف إلى جانب 501 صريح، وقد رصد له غلاف مالي ب 30 مليون دج يرتقب تدشينها خلال الاحتفالات المخلدة لعيدي الاستقلال والشباب، إلى جانب المركز التذكاري المخلّد لمركز التعذيب (ليبودروم)، الذي أغلق صوريا سنة 1960 بعدما وفدت لجنة دولية لحقوق الإنسان إلى الجزائر بسبب الجرائم البشعة والتنكيل الدموي الذي مورس به ومركز التعذيب بضيغة امزيان الذي أنشا ما بين سنتي 1957 و1962قدرته الاستيعابية ما بين 500 و1000، صنفته وزارة المجاهدين على أنّه معلم تاريخي. كما سيتم إنجاز نصب تذكاري مخلّد للشهيد ديدوش مراد ببلدية زيغود يوسف، وإنجاز مقبرة للشهداء ببلدية بني حميدان، مع تهيئة مقبرة الشهداء ببلدية قسنطينة التي تحتوي على 535 ضريح لشهداء الثورة التحريرية و18 صريحا لمجاهدين أعضاء جيش التحرير الوطني وإطارات إبان الثورة التحريرية. غرس مليون ونصف مليون شجرة كرمزية لشهداء الجزائر رمزية غرس مليون و500 ألف شجرة جاءت تقديرا وعرفانا لتضحيات الشهداء، فقد اقترحت ولاية قسنطينة برنامج لإنجاز هذا العدد من الأشجار على مستوى إقليم الولاية بمساهمة المؤسسة العسكرية والمدنية، الجمعيات، المجاهدين والكشافة الإسلامية، حيث ستهدف هذه الحملة إلى خلق غابة جزائرية جديدة بعد أن تعرّضت القديمة منها إلى القصف من قبل القوات الاستعمارية، والتي استعملت شتى أنواع الأسلحة الفتاكة، ومنها النبالم الذي أدى إلى إتلاف آلاف الهكتارات بالإضافة على المعاناة التي تعرضت لها العائلات الريفية، حيث كانت هده الأشجار الملجأ المناسب للتموقع وترتيب الصفوف وتقديم الإسعافات الأولية للمجاهدين المصابين، ولعبت دورا كبيرا في الكفاح المسلح.