بعد إنتهاء البطولة الوطنية لألعاب القوى، التي جرت وقائعها على مدار 3 أيام، تقربنا من رئيس الإتحادية الجزائرية لألعاب القوى بدر الدين بلحجوجة، وأدلى لنا بهذا الحوار: «الشعب»: أسدل الستار على البطولة الوطنية لألعاب القوى، كيف تقيّمها؟ بلحجوجة: أولا، وقبل كل شيء، أريد أن أتحدث عن التنظيم الذي جرى في ظروف رائعة، وأشكر بالمناسبة الرابطة الوطنية على الجهود الكبيرة التي بذلتها من أجل إنجاح هذا العرس الوطني الذي نشطه عداؤو النخبة والذي عرف مشاركة 399 رياضي بينهم 212 من الإناث، أما بالنسبة للتقييم العام أقولها بكل صراحة، كنت أنتظر الكثير من العدائين، خاصة لاعبة الوثب الثلاثي باية رحولي، وفي سباق ال5000 متر وال1500 متر ذكور، حيث ضيّع الرياضيون عدة فرص من أجل تحقيق الحدّ الأدنى والتأهل إلى نهائيات أولمبياد لندن. هناك عدة رياضيين جانبوا الحدّ الأدنى ببضعة نقاط، لما يعود ذلك في نظركم هل هو عدم التحضير الجدي؟ في حقيقة الأمر، هناك العديد من العدائين كما قلت الذين كانوا على أبواب تحقيق الحد الأدنى للمرور إلى أولمبياد لندن، ولا أظن أن هناك عداء يتهاون في التحضير، وهو على مشارف الأولمبياد، بصفتي رئيسا للاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، أشكر كل العدائين الذين قاموا بمجهودات كبيرة طوال السنة من أجل التأهل للأولمبياد، وأحثهم على العمل الإضافي من أجل الوصول إلى الأولمبياد المقبل، فأمامهم 4 سنوات للتحضير الجيّد. ألعاب القوى الجزائرية ستمثل الجزائر ب6 عدائين في الأولمبياد، ألا تعتقد بأنها في تراجع مستمر؟ في حقيقة الأمر، كنا ننتظر الأفضل من عدائينا، وكنا نرجّح على الأقل وصول من 12 إلى 15 رياضيا، ومع انتهاء البطولة لاحظنا بأن العدائين الذين علقنا عليهم آمالنا لم يتمكنوا من الوصول لتحقيق الحدّ الأدنى، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ألعاب القوى ليست في تراجع، نحن نعمل الآن من أجل إعادتها لما كانت عليه سابقا وأفضل. وماذا عن قضية تعاطي زهرة بوراس والعربي بورعدة للمنشطات؟ كانت ضربة موجعة لألعاب القوى الجزائرية ككل، لأني لا أخفي عليكم بأن هذا الثنائي كانا معولا عليه كثيرا من أجل الصعود فوق منصة التتويج، هما اللذان كانا قريبان جدا، نظرا لاحترافيتهما الكبيرة، وطريقة تدريبهم، وبعد ثبوت تعاطيهم للمنشطات، الإتحادية الجزائرية لن تتخلى عنهما لأنهما مستقبل الجزائر، سنكون دائما إلى جانبهم وفي الأولمبياد المقبلة إن شاء اللّه سيكونان من بين المعول عليهم، خاصة وأنهم من الشباب، وبإمكانهم العدو لسنوات أخرى. ألن يؤثر هذا الأمر على زملائهم في المنتخب؟ في حقيقة الأمر، كل عائلة ألعاب القوى مصدومة من هذا الخبر، سنعمل على تجاوز هذه المرحلة، وسنضرب بيد من حديد على المتسببين في الأمر لأنه حرم الجزائر من ميداليات في أولمبياد لندن، والأهم من ذلك أننا سنقف بجنبهم. نعود إلى باية رحولي، إلى ماذا يعود عدم تأكيدها للحدّ الأدنى، هل ذلك راجع للإصابة أم لتقدمها في السن؟ باية رحولي كانت تتدرب بشكل دائم ومستمر، وتلقت إصابة أعاقت برنامجها التحضيري شهر مارس الماضي، وعادت مؤخرا لجوّ التدريبات وبشكل قاس، لكن لم تتمكن من تأكيد الحدّ الأدنى الذي حققته الموسم الماضي، وبالتالي لم تتأهل، لكن هذا ليس نهاية العالم. سيد بلحجوجة، هل ستتمكن ألعاب القوى الجزائرية من الحصول على إحدى الميداليات الثلاثة في أولمبياد لندن؟ لا أخفي عليك أن درجة تفاؤلي تراجعت بعض الشيء، بخروج زهرة بوراس والعربي بورعدة من السباق، لكن يمكن أن أقول بأن ألعاب القوى الجزائرية ستكون حاضرة في نهائيين أو ثلاثة ولازالت الآمال معلقة على نيمة عصام والآخرين.