أكّد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، الخميس بالجزائر العاصمة، حرص حزبه على إنجاح الاستحقاق الوطني الدستوري لتشريعيات 12 جوان القادم، مبرزا إرادته «القوية» في خوض غمار هذه المنافسة السياسة بإرادة الفوز. في ندوة صحفية نشّطها في أول أيام الحملة الانتخابية، وصف بعجي هذا الاستحقاق ب «المفصلي والحاسم»، وهو ما «يملي علينا مسؤولية تاريخية يجب أن نكون في مستوى تحدياتها». وأكّد الأمين العام، في ذات السياق، أن تشكيلته السياسية «تحرص على انجاح التشريعيات وخوض غمارها بإرادة الفوز»، مراهنة على «ثقة الشعب والفخر بالانتماء الى هذا الحزب النوفمبري الديمقراطي التاريخي». ودعا الجميع الى أن يكونوا «في مستوى التحدي وعلى ثقة في قدراتنا الذاتية لكسب رهان هذه الانتخابات وتحقيق الفوز المستحق»، وأن «تكون منافستنا مثالية ملتزمة بالقانون وبأخلاقيات المنافسة السياسة وبالتدابير الصحية الوقائية». وتابع يقول خلال هذه الندوة، بأن ثمة أصوات «ترتفع من حين لآخر مدفوعة بتصفية حسابات خاصة وأحقاد تاريخية لخدمة المستعمر». وبالنسبة لذات المسؤول الحزبي، فإن المناسبة فرصة لجميع المترشحين والمناضلين «لإبراز مواقف الحزب وفضح تلك الاصوات المشبوهة التي تريد ان تغتال حزبنا وهو حي يرزق بوجوده الشرعي والشعبي والتاريخي وبمئات الالاف من مناضليه». «عليكم أن تقفوا بالمرصاد لكل المزايدات السياسية التي تدلي بها تيارات لها حسابات إقصائية واستئصالية»، يشدّد السيد بعجي مضيفا بالقول: «إنّنا في حزبنا لا نعادي أحدا، ولا نطالب بحل أي حزب أو تنظيم». واستطرد الأمين العام مؤكدا بأن حزبه يضع نفسه اليوم «تحت مجهر الشعب»، وعلى الآخرين أن «يمتثلوا لحكم هذا الشعب صاحب السلطة والسيادة». وفي معرض تطرقه الى الاسباب من وراء اختيار شعار الحزب لخوض منافسات الحملة الانتخابية، «نتجدّد ولا نتبدّد»، أوضح السيد بعجي أنها تتصل اساسا ب «متطلبات هذه المرحلة التي يتكالب فيها الاعداء على حزبنا، وللتأكيد على ان هذا الاخير يمتلك المؤهلات الكافية للتجدد والتطور، وكل المقومات للتكيف مع المتغيرات والمستجدات والمطالب الجديدة للمجتمع». كما تمّ اختيار هذا الشعار للتأكيد أيضا بأن حزب جبهة التحرير الوطني «قد وصلته الرسالة التي عبّر عنها الجزائريون في هبتهم الشعبية الاصلية والسلمية، وأنه جاهز الى أن يكون صوت الشعب المعبر عن طموحاته وانشغالاته». ولم يخف المتحدث، في هذا الشأن، قناعته بالفوز الذي وصفه ب «التحدي الذي يجب أن يقود خطانا جميعا متحدين متماسكين»، مجددا تأكيده بأن حزبه «سيظل عصيا على أعدائه، وسيبقى الرقم الصعب في المعادلة السياسية في البلاد، بقرار الشعب وما سينطق به الصندوق الشفاف». أما عن القوائم التي سيدخل بها الحزب معترك التشريعيات، فقد شدد الامين العام على انه تم الحرص على أن تكون هذه القوائم التي انبثقت 90 بالمائة منها عن القاعدة «ملبية لتطلعات الشعب ورغبته في انتاج مؤسسة منتخبة كفؤة وذات مصداقية». وأشار في ذات الوقت الى أن تشكيلته السياسية وضعت برنامجا انتخابيا «واقعيا وطموحا»، سيكون «محل اهتمام وعناية، بل فرصة لتجديد العهد باختيار مرشحين من ابناء الشعب بكل فئاته». ومن هذا المنطلق، أكّد بعجي «عدم تفريط تشكيلته السياسية في الوحدة الوطنية ووحدة الشعب والتراب الوطني وسيادة القرار الوطني وهوية الشعب الجامعة ونظام الجمهورية، وفي الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتضامن الوطني».