كشف الشاعر عبد الرحمان أمالو عن إعداده لكتب تاريخية على طريقة البراي، وهذا لإدخال المكفوف لمعرفة وقراءة تاريخ الجزائر بنفسه بدل سماعها من الآخرين في شكل قصص.. إختار أمالو كتابا حول المسيرة النضالية للشهيدة حسيبة بن بوعلي والشهيد ديدوش مراد وكتابا حول السيرة الذاتية للمجاهد بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا محمد غفير المدعو موح كليشي الاسم الثوري الذي أعدته وزارة المجاهدين لتطبيق طريقة البراي عليه. بالإضافة إلى إعداد إطار مكتوب عليه النشيد الوطني بلغة البراي. وفي هذا الصدد، أوضح عبد الرحمان أمالو أن هذا المشروع جاء بناء على طلب من هذه الفئة، والذي يندرج في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال ليمنح الفرصة لفئة المكفوفين للمشاركة في خمسينية استقلال الجزائر. مضيفا في حديث ل''الشعب'' أن المشروع الجديد الذي استفادت منه هذه الفئة بمناسبة اليوم العالمي للطفولة هو إعداد كتب للرسم بلغة البراي، كي يدمج الكفيف في عالم الرسم ويتسنى له لمس الرسومات بيده بعدما كان يتخيلها فقط. زيادة على ذلك، فإن هناك مشروع إعداد أقراص مضغوطة تتحدث عن طريقة تعلم لغة البراي وأخرى تتضمن مقاطع موسيقية للأطفال وللكبار من فئة المكفوفين على حد سواء. حيث وزعت هذه الأقراص مجانا حسب ما أكده لنا الشاعر أمالو. وبالمقابل، فقد استفاد المكفوفون من مشروع إعداد خريطة للجزائر بطريقة البراي وبطول 1,80 متر، تتلاءم والمكفوف والتي تحتوي على 48 ولاية، حيث رسمت بها حدود كل ولاية كي يتمكن الكفيف من معرفة واستشعار تلك الحدود عن طريق حاسة اللمس. وفي هذا الشأن، أشار محدثنا الى أن هذه الخريطة سيتم إهداؤها لمدرسة المكفوفين للعاشور في بداية السنة الدراسية أي في شهر سبتمبر من السنة الجارية. وقال أيضا عبد الرحمان أمالو أنه في هذا الإطار تم إعداد ثلاثة كتب تتعلق بتقديم الديوان الوطني للسياحة بلغة البراي، وكتاب آخر يحتوي على طرق تلقين الكفيف كيفية تسيير أموره في هذا المجال، وكذا دليل سياحي يصدر لأول مرة بالبراي. وبالموازاة مع ذلك، فقد أعرب الشاعر والموسيقي عن رغبته في إنجاز مشاريع من هذا النوع تكون أفضل من سابقتها ،والتي تندرج دائما في مصلحة الشخص الكفيف والأصم والأبكم. مشيرا إلى أنه لم تعترضه أية مشاكل على صعيد عمله هذا. ولم يفوت الفرصة بتقديم تشكراته لجريدة «الشعب» التي اعتبرها منبرا لكل فنان مبدع من حيث حسن الاستقبال ،ودائمة البحث عن النشاطات الجيدة التي تفيد المجتمع والفئات الهشة.