أظهر الجيش الوطني الشعبي يقظة واحترافية كبيرة في التصدي للجماعات الدموية والإرهابية التي يبدو أنها تتحرك بأوامر خارجية محاولة ضرب الاستقرار الوطني تحت غطاء ما يسمى “الربيع العربي”. وتمكن الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن من القضاء على عشرات الإرهابيين الذين حاولوا التسلل عبر الحدود من مالي والنيجر وليبيا كما تم حجز الكثير من الأسلحة المهربة من ليبيا في صورة تؤكد الصعوبات الكبيرة التي تتواجد فيها الجماعات الإرهابية بفعل الحصار المضروب عليها من خلال القضاء على الكثير من الشبكات اللوجستية التي كانت توفر الدعم والمؤونة وحتى الأسلحة. ونجحت قوات الجيش الوطني الشعبي في تسطير مختلف المسالك التي كانت تستعملها الجماعات الدموية للتنقل بين الشمال والجنوب خاصة من خلال استغلال مناطق جبال بوكحيل التي تربط الجلفة ببسكرة وكذا صحراء خنشلة التي تطل على تبسة وتربط الوادي، وورقلة كذلك ومنه الحدود الليبية المرافقة للعرق الكبير الذي يعتبر أهم المسالك التي كانت ملاذا للمهربين الذي عقدوا صفقات مع الجماعات الإرهابية مستغلين شساعة الصحراء وما حدث من أزمات على الحدود. وساهمت العمليات الاستخباراتية والتكيف مع حرب المعلومات من كسر شوكة الجماعات الدموية التي باتت تعاني من خناق إعلامي منع عليها الدعاية التي كانت تستفيد منها سابقا خاصة في ظل تطور الوعي والإلمام بالرهانات والتحديات التي تنتظر الجزائر، حيث فشلت محاولات الجماعات الدموية هذه السنة من خلال تفجيرات تمنراست والأكاديمية العسكرية بشرشال وورقلة في توجيه الرأي العام وتشتيت مجهودات المؤسسات العسكرية والأمنية في مراقبة الحدود. وتسير المجهودات الإقليمية والدولية بوتيرة بطيئة عن تلك التي تسير بها الجزائر لاقتناعها بأن نظرة الجزائر هي الأقرب لحل المشكلة في الساحل ووضع حد أمام محاولات أفغنتها وإشعال حرب قد تجر المنطقة بأكملها إلى الهلاك ومنه فتح باب الفتنة على مصرعيه. وتدعو الجزائر إلى التكفل بمشاكل المنطقة وخاصة في مجال التنمية والرقي بحقوق الإنسان لحل المشاكل من الجذور مع ضرورة تحقيق مصالحة وطنية حقيقية تكون قاعدة صلبة لغلق منافذ التدخل الأجنبي الذي بات يستغل الأقليات لزرع الشقاق وإثارة النعرات والحروب وهو الأمر الذي لم يعد يخفى على أحد. تبقى المؤامرة ضد الجزائر مستمرة من جهة للضغط عليها لتغيير مواقفها تجاه الكثير من قضايا التحرر على غرار الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية وحتى ما يجري في الدول العربية والإسلامية، حيث تمسك الجزائر بمبادئها التي تدعو لاحترام سيادة الدول واختيار الشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وهو ما يقلق الكثيرين الذين تعودوا على قتل الشعوب مقابل بعض الدولارات. كما أن رائحة الشركات المتعددة الجنسيات لم تعد تخفى على أحد في ظل كثرة المنافسة وبروز الأزمة العالمية التي جعلت كبرى الشركات تثير الحروب وتخلق الفوضى من أجل التوغل وضمان نصيب من الثروات الإفريقية التي تعتبر جنة الأمان للاقتصاد العالمي.