تعرف العديد من المراكز التجارية التي أنشئت حديثا بولاية قسنطينة نوعا من الإهمال والفوضى إلا أن حالها لا يعكس شكل المحلات التجارية المعروفة هذه التي كان من المتوقع أن تؤدي خدمات تجارية منظمة بعيدة عن جميع مظاهر الأسواق الفوضوية التي انتشرت كالفطريات السامة، وهي الوضعية الحرجة التي يعرفها المركز التجاري الكائن بالدقسي الذي يعتبر من أقدم المراكز التجارية بالمنطقة والذي تم انجازه سنة 2000 إذ يضم حوالي 50 محلا تجاريا. من خلال الجولة الاستطلاعية لاحظنا ومن الوهلة الأولى مظاهر الفوضى والتراجع التي طبعت هذه الهياكل التجارية فبدءا من أكوام القمامة والفضلات المنزلية المتراكمة بشكل عشوائي الذي طال المركز التجاري والتي شوهت من المنظر العامللمنطقة خاصة وأن حالته من الداخل أسوء من الخارج هذا في ضل سوء التسيير وتغاضي السلطات عن متابعة مثل هذه الهياكل التي استهلكت الملايير واستنفذت صبر المواطنين الذين يناشدون مراكز تجارية منظمة، أصحاب المحلات التجارية وفي حديثهم معنا عبروا عن مدى استيائهم وامتعاضهم من الظروف الكارثية التي يعملون وسطها إضافة إلى الحالة المزرية التي يعرفها هذا الأخير منذ سنوات طوال حيث أكدوا أن هذا المركز التجاري الذي يضم حوالي 50 محلا منها حوالي 18 محلا فقط بالطابق الأول ينشط أصحابها داخلها ليبقى الطابق الثاني مغلقا تماما بكامل محلاته التي تعرض بعضها للسرقة والتخريب بوقت كانت تنشط فيه قبل أن تتحول إلى مجرد محلات مهجورة لا تؤدي أي وظيفة غير تلك التي أخبرونا أنها أضحت مرتعا للمنحرفين الذين وجدوا ضالتهم لتعاطي الممنوعات وممارسة الأفعال المخلة بالحياء، فضلا عن المشاكل التي يواجهونها بشكل يومي جراء هذا التسيب الذي زاده الغياب شبه التام لأعوان الأمن والحراس، الحالة التي وقفنا عليها يوم أول أمس من خلال توجيهنا سؤال للتجار حول سبب غلق الأبواب الرئيسية المؤدية للطابق الثاني حيث صرحوا أنهم من قاموا بأنفسهم بإغلاقها بعد أن أصبحت تسبب لهم مشاكل كثيرة بسبب توافد المنحرفون عليها أين حولوها إلى منطقة محظورة تمارس فيها الأعمال غير الاخلاقية. وتتعاطى فيها الكحول والممنوعات، من جهة أخرى أبدوا استيائهم الشديد من السلطات الولائية التي تبقى الغائب الأكبر والمتسبب الرئيسي لما آلت إليه هذه المحلات التجارية، فمنذ سنة 2005 وأصحابها يعانون جراء انقطاع التيار الكهربائي عن محلاتهم التي لم تر النور إلا مع قدوم الوالي نور الدين بدوي لتبقى انشغالاتهم الأخرى عالقة لم تجد آذان صاغية لتسوية وضعيتها بالرغم من الشكاوي الكثيرة التي تم بعثها للجهات الوصية حول تردي الأوضاع بشكل خطير لكن دون جدوى ليؤكد التجار في ذات الصدد أنهم وفي أخر مرة توجهوا صوب رئيس مصلحة الممتلكات رفض حتى أن يستقبلهم ويستمع لمشاكلهم التي تبقى عالقة في ظل عجز السلطات التام عن تسيير الفضاءات التجارية التي تبقى أسيرة للإهمال والتجاهل في حين تبقى صروحا خاوية على عروشها لتجلب الخزي والعار لمسؤوليها وتزيد من حدة أزمات البطالةوخير دليل على ذلك فشل محلات الرئيس في إحتواء ظاهرة البطالة إطلاقا من أزمة التسيير والإنجازليشتكي السكان من جهة أخرى غياب تهيئة الطرقات وانعدام الإنارة العموميةبالمنطقة ما زاد من حدة الوضع.