أكدت الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق، أن الكاتب العربي عكس الكاتب الغربي لأنه يخاف من المجتمع ومن السلطة الدينية والاجتماعية المتسلّحة بالعادات والتقاليد، وبالتالي يخشى مواجهة القارئ بهذه الحقيقة، بدليل أن هذا القارئ يحكم سلفا على كل النصوص على أنها سيرة ذاتية مخبأة في ثنايا القصة. أرجعت صاحبة رواية «تاء الخجل» الكاتبة الأكثر جرأة في مكاشفة الواقع ونقد المجتمع بأن الكاتب العربي على العموم يكتب من وجهة نظره ومن أفكاره، وأجزاء وتقصد بذلك حسبها «تجاربنا وتجارب من عايشناهم، وهذا ما تقصده دوراس بالكتابة من قلب الذات وليس ما يروّج الآن في المشهد الثقافي العربي، والحقيقة الموجعة أننا لا نكتب شيئا خارج الذات وهذه ليست تهمة لنتنصّل منها». عادت كاتبة رواية «مزاج مراهقة» إلى قصة تعلّقها بالكاتبة «دوراس» من خلال حوار أجرته معها مجلة القدس، حيث أكدت أن حبها لدوراس «نشأ من تشابه نصها بما عشته وشعرت به في هذه النقطة بالذات، رغم اختلاف حياتينا، لقد وجدتني هكذا وتمّ تصنيفي أني متمرّدة، وأنا بعد لا أعرف بالضبط ما هو التمرّد، كنت صغيرة وواعية وذكية، ولم أكن أعرف مخاطر خطواتي تلك، لرفض كل ما يزعجني». أشارت الروائية فضيلة الفاروق في جمل حديثها إلى المرحلة التي وجدت نفسها في حرب ما، مستمرة مع أطراف من عائلتها، ومن محيطها الدراسي، ثم الجامعي ثم الإعلامي والأدبي، بقولها «كنت قد أصبحت في قلب ساحة الوغى، وأصبح من الصعب رمي السلاح ورفع الراية البيضاء.. لقد أرغمني الجميع على القتال والتمرّد، لأنهم جميعا أرادوا ترويضي لأشبه باقي النساء، الآن تعبوا مني وربما تفرغوا لشابات في مقتبل العمر، لإرجاعهن للحظيرة، وأنا مثل بعض القلة نعيش الهدنة مع الجميع». في ذات السياق، أبعدت فضيلة الفاروق بشأن ما يروّج من أن دوراس تعتبرُ أنَّ الشتيمة قوية كالكتابة وهي مرضية «لا أدري في أي سياق قالت دوراس هذا الكلام، هو ربما صحيح، وربما لا، بالنسبة لي الكلمات شكل من أشكال الذكاء والاستيعاب، نحن نختار كلماتنا بدقة لإيصال أفكارنا، وقد نستعمل كلمات «نظيفة» لإيصال رسالة قاسية لأحدهم، وهكذا قد تكون بحجم شتيمة، لكن أن تكون الشتيمة قوية كالكتابة فالصورة غير واضحة لديّ». للتذكير، تعتبر الروائية فضيلة الفاروق أحد أهم الكاتبات الجزائريات اللواتي خذن تجربة الكتابة بعمق في بداية تجربتها الابداعية، حيث كانت تصنّف على أنها كاتبة متمردة، وهو ماردت عليه من خلال «تاء الخجل»، «مزاج مراهقة»، و»أقاليم الخوف».