أوضحت الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون أن لجنة التحكيم التي أعلنت عن نتائج مسابقة «شيرين.. قصيدة»، اتخذت قرارها بتتويج أربعة شعراء «ثلاثة باللغة العربية وواحدة بالأمازيغية»، بكل شفافية وطبقا لقانون المسابقة الوطنية، والذي اعتمد على ترقيم النصوص وحجب أصحابها، ولذا فإنه لا مجال لسحب أي جائزة فاز بها نص من النصوص المعلن عن تتويجها، وقرار اللجنة هنا غير قابل للطعن أو التراجع عنه، إلا إذا ثبت بالدليل القاطع أن أحد النصوص الفائزة هو نص مسروق». وصفت الاتحادية للثقافة والفنون في بيان نشر على صفحة رئيسها الاعلامي الشاعر عبد العالي مزغيش، مساء أول أمس، أن النقاش الذي انطلق مؤخرا حول موضوع «السرقات الأدبية» وسبل مواجهتها وكبح أصحابها، نقاش مهم بلا شك حسب ذات المتحدث و»نأمل أن يثمر في الأخير بما يخدم الأدب والأدباء، ويعزز حماية حقوق التأليف والإبداع والنشر الورقي والالكتروني في بلادنا»، شريطة أن يلتزم النقاش الحيادية دون تجريح، داعية في ذات الصدد إلى التصدي لكل «محاولات التشويه والقذف في حق المبدعات، مؤكدة على أن أبوابها مفتوحة لكل المبادرات الجادة لتطوير هذا النقاش إلى ميثاق أدبي وجبت صياغته لحماية كل الكتّاب في مختلف صنوف الكتابة الأدبية والفكرية والنقدية من سطو اللصوص وسطوة المشككين، على حد سواء». أشار بيان الاتحادية أنه «منذ الإعلان عن النتائج بتاريخ 18 أوت 2022، لم يتقدم أحد من الشعراء أو غيرهم إلى الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون أو إلى أحد أعضاء لجنة التحكيم، ببيّنة تبرر مراجعة النتائج وسحب الجائزة من أحد المتوجين، أما ما نشرته الشاعرة الجزائرية فاتحة معمري على حسابها في ذات اليوم من الاعلان عن النتائج، لا يعدو أن يكون تلميحا بسطو الفائزة الأولى «شامة درويش» على قصيدتها، دون تقديمها لأي دليل على صحة ادعائها، رغم مرور خمسة عشر يوما، ورغم تواصل الجهة المنظمة معها عبر كل الطرق المتاحة، إلا أن الشاعرة اكتفت بالصمت ورفضت التفاعل مع الاتحادية». وجهت الاتحادية في بيانها نداء لكل ضحايا السرقات الأدبية التي طالت أعمالهم، إلى مباشرة الاجراءات القانونية تجاه المعتدين على أعمالهم، شرط امتلاكهم البينة والبرهان، مع ضرورة التقيد بقانون العقوبات في معالجة مثل هذه القضايا الحساسة، بعيدا عن التشهير والقذف والمزايدات التي لا لزوم لها، مع حفظ كرامة الأشخاص، مما قد يؤدي بالجهات المتضررة إلى القضاء ويسقط حق التقاضي للطرف المتضرر. سجلت الاتحادية رفضها الشديد للتعميم المقصود الذي «طال شرف الشاعرات الجزائريات من خلال منشورات فيسبوكية مغرضة تسيء إليهن وإلى شرفهن، من خلال التشكيك في كتاباتهن الأدبية، النثرية والشعرية». الشاعر ياسين نوري مدعو لاتخاذ كل الاجراءات القانونية عبرت الاتحادية عن استياءها لما وقع للشاعر ياسين بوذراع نوري، الذي تعرضت نصوصه إلى عملية سلخ ونسخ وتدوير واضحة «مؤكدة تضامنها معه، ومستنكرة كل ما يشوه صورة الشعر في بلادنا، وتدعوه إلى اتخاذ إجراءات صارمة تجاه الجهة المعتدية عليه بتقديم شكوى إلى مصالح الديوان الوطني لحقوق المؤلف، واللجوء إلى القضاء إذا استلزم الأمر ذلك. تجدر الإشارة أن الشاعر الجزائري المتضرر من عملية السرقة قام بنشر مقاطع من مجموعته الشعرية في حسابه على الفيسبوك، مشددا على أنه تعرض للسطو والسرقة الأدبية من قبل الفائزة الأولى شامة درويش، حيث أوضحت الاتحادية في هذا الشأن أن «نصها المتوج ليس معنيا بمجموعته الشعرية التي تعرضت للاعتداء ولجنة التحكيم ليست معنية بمراجعة نتائج المسابقة المعلن عنها، وبالتالي فهي غير مسؤولة عن تصرفات الشعراء خارج مجال المنافسة الشعرية التي انتهت وتم توزيع جوائزها، ما لم يقع فعل السرقة على أحد النصوص المتوجة». للتذكير، أمام صمت الشاعرة المتوجة بالجائزة الأولى والتزامها الحياد وابتعادها عن كل تفاعل مع كل ما يحدث من تهم، أو حتى الدفاع عن مسيرتها الأدبية والتي طالت شخصها ككاتبة، تبقى عودة الشاعرة فاتحة معمري من رحلة العلاج بتركيا الفيصل في كشف المستور.