صراعُ «الديوك» و»التانغو» على اللقب العالمي تتجه أنظار العالم، مساء اليوم، إلى العاصمة القطرية الدوحة وبالضبط ملعب «لوسيل» الذي سيحتضن نهائي المونديال بين فرنساوالأرجنتين، حيث يطمح أشبال ديشان إلى الفوز والحفاظ على اللقب للمرة الثانية تواليا، بينما يطمح زملاء ميسي للفوز والتتويج وإهداء اللقب الثالث للأرجنتين. يتنافس منتخبا الأرجنتينوفرنسا على التتويج بكأس العالم، حيث ستكون مباراة اليوم مليئة بالإثارة، بالنظر إلى قيمة المنتخبين من الناحية الفنية وامتلاكهما مجموعة مميزة من اللاعبين الناشطين في أبرز الأندية الاوروبية، حيث سيكون من الصعب التكهن بمن سيكون الفائز في النهاية. الأكيد أن مشوار المنتخبين كان أكثر من إيجابي في المونديال، رغم اختلافه. فالمنتخب الارجنتيني بدأ المنافسة بخسارة مدوية أمام المنتخب السعودي. بينما كان مشوار المنتخب الفرنسي جيدا ونجح في تحقيق انطلاقة مميزة من خلال حسم تأشيرة التأهل بعد مباراتين، لتكون مواجهة تونس مخالفة للتوقعات بعد الخسارة المفاجئة التي مني بها زملاء مبابي حيث تمكن زملاء وهبي الخزري من الفوز بالمباراة. تأهل الأرجنتينوفرنسا للنهائي هو استمرار للصراع الكروي على مستوى المنتخبات بين أوروبا وأمريكا الجنوبية، حيث كانت هذه الأخيرة في الغالب ممثلة في النهائي إما بالارجنتين أو البرازيل. وفيما يتعلق بأوروبا الأمور كانت مختلفة، في كل مرة نجد منتخبا جديدا في النهائي، رغم ان منتخب فرنسا حافظ على تقاليده ووصل للنهائي للمرة الثانية على التوالي وهو في حد ذاته إنجاز. تحضير بدني ونفسي للظهور بشكل مثالي ركز المدربان على العاملين البدني والنفسي، خاصة أنهما مفتاح الفوز والتتويج في النهاية، بحكم ان المباراة هي نهائي واللاعبون في كلا المنتخبين خاضوا مشوارا طويلا قبل الوصول للمواجهة النهائية، الامر الذي استنزف القدرات الفنية والبدنية للاعبين وهو ما جعل سكالوني وديشان يركزان على العاملين الفني والبدني. من الناحية البدنية يبدو المنتخب الفرنسي في وضعية أفضل، بحكم انه لم يخض أي وقت إضافي طيلة المونديال، عكس المنتخب الأرجنتيني وهو الامر الذي سيركز عليه مدرب منتخب فرنسا على أمل استغلال هذا العامل لصالحه، بما ان النهائي يكسب على جزئيات صغيرة تصنع الفارق. المنتخب الأرجنتيني يعاني الإرهاق، هذا ما أكدته الصحافة الأرجنتينية، حيث قام سكالوني بمنح اللاعبين يوم راحة كاملا دون تدريبات وهذا من اجل إزالة الضغط البدني والنفسي عليهم، حيث يدرك بحكم خبرته كلاعب ان عناصره تحتاج الى وقت كاف للراحة. أشبال سكالوني يمتلكون يوم راحة اضافيا مقارنة بمنتخب فرنسا، خاصة انهم لعبوا مواجهة نصف النهائي يوما قبل أن يجري المنتخب الفرنسي مباراته، وهو ما سيكون له اثر دون شك على استعدادات الارجنتين البدنية خلال مواجهة النهائي وسيمنحهم فرصة امتلاك الأفضلية. ضرب فيروس الأنفلونزا معاقل منتخب فرنسا، حيث أصيب عدة لاعبين بالأنفلونزا وهو الامر الذي سيربك حسابات المدرب ديشان في البحث عن التشكيلة الأساسية التي عرفت غياب عناصر مهمة خلال مواجهة نصف النهائي التي عرفت سيطرة المنافس على وسط الميدان، حيث سيكون مجبرا على تغيير عدد آخر من اللاعبين. قبل مواجهة نصف النهائي أصيب الثنائي رابيو وأوباميكانو، ما اضطر ديشان الى الاعتماد على كوناتي في الدفاع وفوفانا في وسط الميدان، حيث كان لغياب رابيو تأثير كبير على المستوى الفني لخط الوسط، خاصة خلال عملية افتكاك الكرة من المنافس وهي الميزة التي يمتلكها رابيو. قبل مواجهة النهائي تتحدث الصحافة الفرنسية عن اصابة عدد اخر من اللاعبين في صورة كومان، الذي لا يشارك بصفة أساسية وإصابته قد لا تؤثر على خيارات ديشان، الا ان العدوى انتقلت لعناصر اخرى في صورة فاران وكوناتي، بحسب الصحافة الفرنسية، وان تأكد الامر سيجد مدرب «الديوك» نفسه في ورطة كبيرة. ميسي في مواجهة مبابي تعرف مواجهة فرنساوالأرجنتين تواجد العديد من النجوم، الا ان أبرزهم من الطرفين يبقى ميسي ومبابي اللذان يتزاملان في باريس سان جيرمان، الا انه خلال النهائي كل لاعب سيقوم بالدفاع عن ألوان منتخب بلده من اجل قيادته للتتويج وهو ما يفتح الباب أمامهما لدخول المجد. يدرك مبابي وميسي ان الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم التي تمنحها «الفيفا» في فيفري المقبل، تمر عبر التتويج بالمونديال وان كانت حظوظ مبابي قائمة في التتويج بالجائزة مستقبلا بحكم صغر سنه، فالأمر مختلف بالنسبة لميسي لأنها ستكون آخر فرصة له من اجل معانقة التتويج الشخصي العالمي. يعرف اللاعبان بعضهما البعض جيدا وهو ما سيكون له اثر كبير على مستواهما خلال المباراة، رغم انه لا يمكن التكهن بما سيقوم به كل لاعب، الا انهما ساهما بشكل فعال في الوصول الى النهائي وسيكون عليهما البرهنة على قدراتهما الفنية والتقنية خلال المواجهة التي ستجري مساء اليوم. طموح سكالوني وخبرة ديشان يتشارك المدربان سكالوني وديشان في الكثير من الأمور من بينها انهما لاعبان دوليان سابقان وهو الامر الذي سهل عليهما الكثير من الامور خلال عملية التدريب وخاصة في المونديال، حيث كانت اللمسة واضحة لكل طرف على منتخب بلده إذ سيكون عليهما التأكيد خلال مواجهة اليوم. ديشان يمتلك خبرة كبيرة مقارنة بسكالوني، حيث سبق لمدرب «الديوك» ان درب اندية عريقة وحقق معها انجازات مميزة مثل بلوغ نهائي رابطة ابطال اوروبا مع موناكو وتدريب جوفنتوس الايطالي ثم منتخب فرنسا الذي نجح في قيادته للفوز بكأس العالم في 2018 بروسيا. يمتلك سكالوني خبرة جيدة كلاعب بحكم أنه لعب في أندية عريقة بأوروبا فقد كان واحدا من نجوم الجيل الذهبي لفريق ديبورتيفو لاكورونا الاسباني ولعب ايضا في مايوركا الاسباني، كما خاض تجربة اللعب في «البريميرليغ» من خلال الدفاع عن ألوان ويست هام وسبق له ايضا الدفاع عن ألوان لازيو وأتلانتا في ايطاليا. على المستوى التدريبي لم يخض سكالوني تجربة التدريب خارج الأرجنتين وكانت التجربة الوحيدة في اوروبا حين عمل مدربا مساعدا في اشبيلية الاسباني قبل ان يتولى تدريب منتخبات الارجنتين في الفئات الصغرى وصولا الى المنتخب الاول الذي حقق معه العديد من النجاحات، أبرزها الفوز بلقب بطولة «كوباأمريكا».