في سلوك لا إنساني يثبت صدق الاتهامات التي وجّهها البرلمان الأوروبي الخميس الماضي للمغرب بممارسة انتهاكات مريعة ضدّ الصحافيين والمعارضين والنشطاء السياسيين، صبت قوات الاحتلال المخزني جام غضبها على الوفد الحقوقي الصحراوي المشارك في المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو، الذي تعرض إلى هجوم وحشي لدى نزوله بمطار مدينة العيون المحتلة. أكد الوفد الحقوقي، تعرضه ل "حصار بوليسي شنيع وللتعنيف اللفظي والاستفزاز وكل أنواع الاهانات والممارسات المسيئة للكرامة الإنسانية، ناهيك عن مصادرة الاشياء الخاصة "، واحتجاز عدد من الحقوقيين لساعات طويلة في المطار، ولم يسلم من الاعتداء حتى المناضل الحقوقي سيدي محمد ددش رغم تقدمه في السن. وتروي الناشطة الحقوقية الصحراوية، الواعرة خيا، شقيقة المناضلة سلطانة خيا، ما تعرضت له من "ضرب وتحرش وتعنيف لفظي بعبارات تحط بالكرامة الانسانية لا يمكن أن يتحملها أحد". وروت أنه عند وصول "الوفد الحقوقي الصحراوي الى مدينة العيون المحتلة فوجئنا بحضور أمني كبير من شرطة الاحتلال وعناصر استخبارات، قاموا بعزلنا عن باقي الأجانب الوافدين، واخضاعنا لتفتيش دقيق بقاعة منفردة بالمطار". وأكدت انه "خلال التفتيش من قبل جلادي الاحتلال المغربي، تم الاعتداء عليها بالضرب بشكل همجي حتى سقطت أرضا". ضرب النساء وتمزيق ملابسهنّ كما أبرزت انه "تم تمزيق ملابسها وافراع الحقائب والعبث بكل محتوياتها ومصادرة كل الأشياء الثمينة، واهانة كل ما له علاقة بالمجتمع الصحراوي كالملحفة التي ترتديها المرأة الصحراوية للتأكيد على تمسكها بهويتها". ولفتت الى ان "قوات الاحتلال قامت بتهديدها بطردها من مدينة بوجدور المحتلة أين تقيم، كما فعلوا مع شقيقتها، سلطانة خيا، التي تمنعها سلطات الاحتلال من العودة بعد السفر لإسبانيا للعلاج"، منبهة الى خطر محاولة توطين المخزن للصهاينة في المدن المحتلة. وقالت في هذا الإطار: "خلال تواجدنا بالمطار لاحظنا طوابير من الصهاينة المسافرين إلى مدينة الداخلة المحتلة التي أصبحت بوابة لهم، ما يجعل الشعب الصحراوي أمام احتلال جديد". الصّهاينة يتدفقون على المدن المحتلة من جهتها، وصفت الناشطة الحقوقية الصحراوية، مريم دنبر، ما حدث بمطار مدينة العيون المحتلة ب "الانتقام الخطير" بسبب مشاركتهم في اشغال مؤتمر البوليساريو. وأكدت بدورها ان "قوات الاحتلال بالمطار قامت بعزل الوفد الحقوقي الصحراوي عن باقي المسافرين، واخضاعه لتفتيش دقيق ورهيب"، مشيرة الى ما تعرضت له من "ضرب وتمزيق لملابسها". وطالبت، الواعرة خيا، المنتظم الدولي وكل احرار العالم بتحمل مسؤولياتهم ازاء ما يعيشه الشعب الصحراوي المحتل من "تعذيب وترويع وقمع"، خاصة النساء اللواتي يتعرضن لمختلف انواع العنف والاغتصاب والتحرش، في ظل التعتيم الاعلامي وما يقدمه المخزن من رشاوي للسكوت على انتهاكاته لحقوق الانسان. وأعربت في الاخير عن أملها في أن يناقش البرلمان الاوروبي قريبا ملف حقوق الانسان في الاراضي الصحراوية المحتلة مثل ما فعل بخصوص المغرب، "ويدينه لأنه مجرم بكل ما تحمله الكلمة من معنى". يذكر أن الاحتلال المغربي صعد خلال الأيام الأخيرة من ممارساته القمعية بحق المدنيين الصحراويين العزل ومن محاكماته الانتقامية بحق المناضلين والنشطاء الحقوقيين، خاصة بعد النجاح الكبير الذي عرفه المؤتمر ال16 لجبهة البوليساريو، وما سجله من حضور دولي مميز، يعكس التضامن الدولي الكبير مع الشعب الصحراوي في نضاله المشروع من أجل حقه في تقرير المصير.