عرفت البنية التحتية ببلادنا خلال هذه السنة قفزة نوعية لاسيما فيما تعلق بمد شبكة الطرقات وتوسيعها، ما ساهم في فك العزلة عن عديد المناطق الداخلية وهو الأمر الذي تجسد من خلال مشروع القرن الطريق السيّار شرق غرب وانعكس إيجابا على الحياة اليومية للمواطنين لاسيما في تسهيل تنقلاتهم اليومية ، بالإضافة إلى المشروع الاستراتيجي الطريق السريع شمال جنوب ، و مشاريع طرق اجتنابية ولائية أخرى .ونظرا للأهداف المرجوة من وراء تفعيل دور الأشغال العمومية على الصعيد العملي في إطار برنامج الحكومة وإدراكا لدورها المحوري باعتبارها محرك أساسي للنشاط الاجتماعي و الاقتصادي ، لاسيما في دعم مسار التنمية الوطنية وترقية الاستثمار المدر للثروات ومناصب الشغل، عملت الوزارة الوصية على إنجاز شبكة طرق عصرية متكاملة في إطار تنفيذ الخيارات الكبرى للتهيئة الإقليمية، و الحفاظ على شبكة الطرق الموجودة و عصرنتها وتكييفها مع مقتضيات النقل والسلامة. يضاف إلى ذلك تحسين مستوى خدمة شبكة الطرقات بواسطة أشغال الصيانة وترقية شروط استغلال الطرقات على أكمل وجه، بما فيها صيانة وتكييف المنشآت البحرية حسب الاحتياجات المستقبلية وخلق منشآت جديدة للتجارة، والصيد والسياحة، وتحسين الخصائص الهندسية للمنشآت المطارية لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والإستراتيجية ولفك العزلة وهذا في إطار المعايير والمقاييس الدولية للمنظمة العالمية للطيران المدني. وقد تم استكمال شطر كبير من مشروع الطريق السيّار شرق غرب خلال سنة 2012 و دخول أكثر من 90٪ حيز الاستغلال ما عدا المقطع الرابط بين قسنطينة و الطارف لظروف مرتبطة بأسباب مادية منها توقف شركة «كوجال» عن العمل بسبب التأخر في دفع مستحقات العمال، ناهيك عن مرور جزء من المشروع بالحظيرة الوطنية المحمية «القالة» ما جعل مواصلة الأشغال بهذه المنطقة تتعطل ، و تتطلب القيام بدراسة معمقة لضمان عدم إلحاق أضرار بها . و بخصوص الطريق السريع شمال جنوب الرابط بين الجزائر و تمنراست على طول 2400 كلم، فيشكل هذا المشروع الاستراتيجي تحديا آخر للوزارة كونه يمر على تضاريس وعرة ،كونه يضم 76 جسرا و6 أنفاق ما يجعل منه طريقا سيّارا معلقا مشكلا بذلك قيمة مضافة للمحيط، ناهيك عن تحسين حركة السير والمرور وخلق شبكة طرق متفرعة تربط بين العديد من الولايات. و يتضمن الطريق الرابط بين الشمال والجنوب أبعادا عديدة كونه يمس البعد الاقتصادي،السياحي والتنموي، ويعتبر شطر الشفة البرواقية أصعب شطر في المشروع والأكثر تعقيدا نظرا للارتفاع الحاد في الجبال وتنوع ووعورة الطريق والتضاريس الصعبة. و يشكل هذا المشروع حلما كبيرا كونه يمتد إلى عمق إفريقيا و تحديدا بالنيجر ولمسافة 7000 كلم، والانطلاق في هذا المشروع هو بمثابة تحد تقني ما يضفي عليه أهمية خاصة باعتباره مشروع القرن الثاني الذي سيساهم هو الآخر في تعزيز وتحريك التنمية الاقتصادية بين ولايات الوطن الشمالية والجنوبية. طرق اجتنابية لربط الولايات الداخلية بالطريق السيّار من جهة أخرى عرفت الجزائر الكثير من أشغال التوسعة لشبكة الطرقات و تدشين طرق أخرى و معاينة مشاريع سيتم انجازها مستقبلا ، فبالبيض مثلا تم تدشين الطريق الرابط بين سيدي عبد الرحمان وحدود ولاية البيض على مسافة 70 كلم المصنف مؤخرا بالطريق الوطني رقم 111 ، و نفس الأمر بتيارت كتحديث وتقوية الطريق الوطني رقم 23 على مسافة 50 كلم، و معاينة الطريق الاجتنابي الجديد المزدوج بمدينة تيارت على مسافة 14 كلم، و مشروع تحديث الطريق الوطني رقم 40 . و بمستغانم تم تدشين عدة مشاريع بها منها أشغال تلبيس الطريق الوطني رقم 23 بالخرسانة المزفتة على طول 14 كلم، وتزفيت معبر بوقيرات 8 . 2 كلم و كذا إعادة تهيئة المدرج الرئيسي لمطار صيادة، و نفس الأمر بالشرق الجزائري حيث سيتم تحديث و عصرنة الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين تبسة وبئر العاتر السنة الداخلة و ذلك في اطار مشروع الطريق السيّار للهضاب العليا، و يكتسي هذا المقطع الذي يبلغ طوله 90 كلم أهمية اقتصادية كبيرة لتواجده قرب الشريط الحدودي. هي عدة محطات وقف عليها الوزير شخصيا و تابعها ميدانيا و وقف على مستوى الانجاز عن كثب بالعديد من الولايات ما يؤكد حرص الوصاية على إرساء قواعد إستراتيجية وطنية للتنمية المستديمة وذلك من خلال الحفاظ على رصيد منشآتي متزايد الأهمية عبر برنامج واسع النطاق،و عصرنة المنشآت من أجل تكييفها ومقتضيات النقل والسلامة.