ثمّن العلماء المشاركون بمؤتمر «السلوك الحضاري»، توجه الجزائر نحو «أخلقة الحياة العامة»، وحرصها على استعادة الأصيل من السلوكات الجزائرية، بعد أن تسللت إليها كثير من الموبقات لأسباب موضوعية، قد يكون بينها «المدّ العولمي»، وبعض المفسدين الذين حرصوا على إشاعة (الفواحش) في أدقّ تفاصيل الحياة الاجتماعية. ولقد ظلّ الرئيس عبد المجيد تبون، حريصا على مبدإ «الأخلقة»، قبل أن يتولى رئاسة البلاد، وعانى – هو نفسه – أشدّ العناء من (الفاسدين المفسدين)؛ لأنه تحمّل مسؤولية الإنسان، ودعا إلى استعادة السلوك الجزائري القويم، بحكم أن الأمم إنما تسمو بسموّ الأخلاق بما هي أهمّ ركن يتأسس عليه النجاح.. وليس من النّقص في شيء إن اعترفنا بأن السنوات العجاف التي تهالكت على الجزائريين، أصابتهم في صميم سلوكاتهم، غير أن الروح الجزائري استعاد عافيته منذ لمس الصّدق في خطاب الرئيس تبون، وأحسّ بأن الغاية إنما هي نفع الوطن والمواطن، خاصة وأنّ الرئيس جعل أخلقة الحياة السياسية والعامة معا، بين التزاماته التي تعهّد بتحقيقها أمام الشعب الجزائري.. وليس من ينكر اليوم بأن ما تحقق للمجتمع الجزائري من منجزات، في ظرف زمني قياسي، يمكن أن يتضاعف في زمن أقصر إن تضافرت الجهود وصدقت النيات، مادامت الإرادة المخلصة للوطن، لا تفسح المجال إلا للصالحين، بعيدا عن الانحرافات و(التّشوّهات) التي فرضت (المعريفة) و(البيروقراطية) و(الجهويات المقيتة) وجميع الموبقات التي كادت تعصف بكل ما أسس له شهداؤنا الأبرار بالدماء الغوالي.. نعتقد أن «أخلقة الحياة العامة» أهمّ الأركان التي يتأسّس عليها مشروع الرئيس تبون في التأسيس ل»الجزائر الجديدة»، فالأخلاق هي الأساس الصلب لأي بناء، وصدق المثل الجزائري القائل: «الصحيح.. ما ايْطيح»..