رغم الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء هذه السنة، لا يزال الطريق الوطني رقم 88 الرابط بين ولايتي باتنة وخنشلة، في جزئه المار ببلدية سيدي معنصر، يصنع الاستثناء نظرا للإقبال الكبير للمواطنين من مختلف بلديات الولاية على اقتناء اللحوم الحمراء على حوافه، نظرا لجودتها وأسعارها التنافسية كون عمليات الذبح تجرى بشكل يومي. يتنقّل يوميا المئات من المواطنين إلى هذه الجهة، بحثا عن مختلف أنواع اللحوم الحمراء الخاص بالماشية والماعز الموزعة على حواف الطريق، الذي تحول إلى قصابات مفتوحة على الهواء الطلق منذ دخول شهر رمضان الكريم، وذلك بحثا عن لحم طازج ومنخفض الأسعار مقارنة بذلك الذي تبيعه قصابات اللحوم بالبلديات الأخرى، فتجدهم يتهافتون على اقتنائها بسبب جودتها كون بائعيها موالون أي أنّهم اصحاب تلك الماشية، مؤكدين أنها ترعى بالسهول والتلال المترامية الأطراف بالمنطقة ولحومها شهية ولذيذة. وقد أشار بعض المواطنين إلى أنّ هذا الطريق يتميز على مدار السنة بأنه سوق شعبية غير مرخصة، تبيع مادة اللحوم بمختلف أنواعها خاصة الحمراء منها بأسعار تنافسية، رغم موجة الغلاء التي تشهدها سوق اللحوم هذه السنة، خاصة في شهر رمضان الحالي. وأوضح بعض المواطنين أن لحوم سيدي معنصر مشهورة جهويا، نظرا لجودتها الكبيرة حيث يتم تحضيرها جيدا لهذه المناسبة الدينية العظيمة من طرف الموالين القاطنين في غالبيتهم في تلك المنقطة الفلاحية والرعوية، في حين أشار آخرون إلى تفضيلهم لسيدي معنصر بسبب جشع بعض الجزارين الذين أنهكوا جيوبهم، رغم أنّ لحوم سيدي معنصر لا تعرض على المصالح البيطرية للمراقبة لأنّهم يذبحونها في منازلهم وفي محلاتهم وبشكل يومي.