افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، فعاليات جلسة الشق الرئاسي من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن المناخ "كوب 27" بشرم الشيخ. يتضمن الشق الرئاسي من المؤتمر عقد ثلاث موائد مستديرة عالية المستوى، حيث سيلقي الرؤساء المشاركون كلمات تتناول جهود بلادهم في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، كما ستعقد أيضا ثلاث موائد مستديرة اليوم الثلاثاء. بالمناسبة، شدّد الرئيس المصري في كلمته، على أهمية التحرك لمعالجة أزمة المناخ المصيرية التي تعتبر أكبر التحديات التي تواجه العالم على الإطلاق، معرباً عن أمله ببذل الجهود من أجل تنفيذ خطوات حسية في هذا المجال. وأكّد على أن المعاناة الإنسانية بسبب تغير المناخ تتكرر وتفرض الحاجة الملحة لإنهائها.كما أضاف في كلمته الافتتاحية أن الشعوب حول العالم تنتظر من المجتمعين التنفيذ السريع والفعال والعادل لخفض الانبعاثات والاحتباس الحراري، للحد من الكوارث المناخية التي تضرب مختلف المناطق مسببة ضحايا وخسائر ضخمة. إلى ذلك، اعتبر أن نتائج هذا المؤتمر تسهم في تحول حياة ملايين البشر نحو الأفضل. أوقفوا الحرب كذلك، تطرق السيسي إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، داعياً إلى ضرورة توقف الحرب، قائلاً: "رجاء أوقفوا هذه الحرب" فيما علا التصفيق في القاعة المترامية الأطراف. كما أعرب عن استعداده إلى التوسط في هذا المجال. بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن على البشرية "التعاون أو الهلاك " إزاء الاحترار المناخي وتداعياته المتسارعة، مخيّرا العالم بين "التضامن" أو "الانتحار الجماعي". وأضاف غوتيريش في شرم الشيخ بمصر "نحن نسلك الطريق السريع نحو الجهنم المناخي ونواصل الضغط على دواسة السرعة" وأسف "لأننا بصدد خسارة الكفاح من أجل حياتنا". كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة، على أن الفوضى المناخية هي السبب الرئيس في الصراعات العالمية، ونبه إلى أن الإنسانية تخوض معركة بقاء في مواجهة التغير المناخي.كما دعا إلى اتفاق بين الاقتصادات المتقدمة والنامية والناشئة من أجل البيئة ولصالح البشرية، لاسيما الصين والولايات المتحدة.إلى ذلك، دعا للتخلي عن الفحم كمصدر رئيسي للطاقة وتجنب أضراره الخطيرة، وحث المؤسسات الدولية على تغيير نهجها الاقتصادي وتوفير موارد مالية للحياد الكربوني. ويقوم نحو 110 من قادة الدول والحكومات بمداخلات أمام المندوبين المجتمعين بشرم الشيخ. أزمات متعدّدة تأتي تلك المداخلات على خلفية أزمات متعددة مترابطة في العالم، على رأسها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتضخم الجامح وخطر وقوع ركود وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء في حين سيتجاوز عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة، ما قد يدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات رغم أن تداعياتها المدمرة تجلت كثيراً عام 2022 مع الفيضانات القاتلة وموجات القيظ والجفاف التي عاثت فساداً بالمحاصيل في العديد من الدول، لاسيما الإفريقية. فيما لا تزال العديد من الدول المتقدمة متهمة بالتقصير فيما ينبغي عليها فعله لمكافحة الاحترار. انبعاثات الغازات الدفيئة يذكر أنه ينبغي أن تنخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45% بحلول العام 2030 لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 طموحاً ويقضي بحصر الاحترار ب1،5 درجة مائوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية. لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 5 و10%، ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2،4 درجة مائوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي. فمع السياسات المتبعة راهناً، يُتوقع أن يبلغ الاحترار 2،8 درجة مائوية وهو أمر كارثي، على ما تفيد الأممالمتحدة. 29 دولة فقط وكانت 29 دولة فقط رفعت إلى كوب 2021 خططاً بزيادة تعهداتها بخفض الانبعاثات رغم أنها أقرت "ميثاقاً" يدعوها إلى القيام بذلك. فيما ستكون الإعلانات المحتملة حول خفض إضافي للانبعاثات موضع ترقب كبير في شرم الشيخ. المساعدات للدول الفقيرة كذلك يترقب العالم باهتمام الإعلانات المتعلقة بالمساعدات إلى الدول الفقيرة، وهي عادة أكثر البلدان عرضة لتداعيات الاحترار المناخي، حتى لو أن مسؤوليتها فيها محدودة إذ إن انبعاثاتها من غازات الدفيئة قليلة جداً.