اعتبر الخبير في العلاقات الدولية، البروفيسور نور الصباح عكنوش، مبادرة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لحل أزمة جمهورية النيجر، أرضية سليمة ومنهجية يمكن البناء عليها لفض النزاع الحاصل وتجنيب منطقة الساحل التدخل العسكري الأجنبي. قال البروفيسور نور الصباح عكنوش، في اتصال مع «الشعب»، إن مبادرة الجزائر ترمي إلى تخليص النيجر من شبح الحرب والتدخل العسكري الخارجي، ومنع تحوله إلى دولة فاشلة أو بلد غير مستقر ومهدّد للجوار. وأضاف نور الصباح، أن ما تقدمه مبادرة الرئيس تبون، المتكونة من 6 محاور كبرى، يحمل سياقا منهجيا وآليات واضحة، وليس مجرد أدبيات؛ ذلك أنها تحتوي على رزنامة محددة في آجال معلنة، وصيغة مدنية اجتماعية عبر اقتراح شخصية وطنية للحكم بشكل مؤقت، وتضمّنت أيضاً شقا تنمويا من خلال طرح إقامة مؤتمر دولي حول التنمية في منطقة الساحل لمرافقة إجراءات الحل السياسي السلمي. كما رأى الخبير ذاته، أن الخطة الجزائرية منطوية على تصورين؛ الأول تصور عملي ومرحلي وواقعي مشتمل على المستوى المؤسساتي والمجتمعي والتنموي لبناء جديد لجمهورية النيجر. والثاني، تطور في الدفع بأسباب الحلّ بعد عجز دولي وإقليمي في إنتاج مخرجات حقيقية للأزمة في نيامي. واستطرد عكنوش: «واضح أننا أمام خارطة طريق طرحها السيد رئيس الجمهورية في إطار مقاربة شاملة، قام وزير الخارجية بتسويقها إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا، موجهة لإحداث اختراق في الأزمة بدولة النيجر وحلحلة تفرز حلا حقيقيا، خاصة وأن عوامل التأزم تتراكم سلبيا في المنطقة وتطرح إشكاليات أمنية وإنسانية معقدة، تجعل من معادلة الوقت عنصرا هاما لإعادة هندسة السلام قبل أن تتحرك فواعل الفوضى لنشر قيم اللاإستقرار في الجوار». وفي ظل هذه الظروف، تحركت الجزائر في لحظة جيوستراتيجية مناسبة، بناءً على متغيرات المشهد من البحر الأحمر شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، بغية تفادي ما هو أسوأ، حيث جاءت مبادرتها قوية وواضحة، ولعلها تكون آخر فرصة إيجابية لمنطقة الساحل ولمستقبل الشعوب الإفريقية التي ترنو لدور جزائري أخلاقي وسياسي يحوز الثقة والاستدامة وفق قيم وأهداف نبيلة وبعيدة المدى، بحسب قوله.