رفعت العديد من المؤسسات الجزائرية التحدي لتعزيز مكانة الصناعات الميكانيكية في النسيج الصناعي الجزائري، وذلك عبر منتجات بمعايير عالمية، وبنسبة إدماج وطني عالية، ما من شأنه إعطاء دفع قوي للقطاع الصناعي ولاسيما صناعة السيارات في الجزائر. وأبرزت مؤسّسات مشاركة في معرض الإنتاج الجزائري 31 المنظم بقصر المعارض بالصنوبر البحري (الجزائر العاصمة)، والذي يختتم اليوم، إنجازاتها في مجال تطوير الصناعات الميكانيكية في الجزائر، واستعدادها للمساهمة في رفع نسب الإدماج بهذا القطاع. وفي جولة ل "وأج" بأجنحة المعرض، وقفت على عزم المؤسّسات الجزائرية مواكبة توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، التي أسداها، الخميس الماضي، لدى إشرافه على افتتاح المعرض، والتي أكد من خلالها أنه "يتعين على الصناعة الميكانيكية أن ترتقي بالجزائر إلى الأعلى من الناحية الصناعية"، موضحا أن النسيج الصناعي الجزائري يتطور بفضل "العديد من المتعاملين المحليين الذي بادروا بالاستثمار في هذا المجال". وأشاد رئيس الجمهورية بالتقدم الذي حققته الصناعات الميكانيكية في الجزائر، مؤكّدا على الأهمية التي توليها الدولة لهذه الصناعات، ليضيف بالقول: "نحن في الطريق الصحيح". في هذا الإطار، تسعى مؤسسة "إيريس" لرفع إنتاج إطارات السيارات السياحية من 2 مليون وحدة/سنة إلى 4 ملايين وحدة/سنة آفاق 2024، وذلك عبر توسعة المصنع الذي دخل الخدمة سنة 2019، والذي سمح بتلبية الطلب المحلي وتصدير 40 بالمائة من الإنتاج نحو 28 دولة، من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا والدول الإفريقية، حسبما أكّدته مديرة الإعلام بالمؤسسة كاهينة أرحاب. وأوضحت المسؤولة أنّ هناك مشروع لإنتاج إطارات الشاحنات والحافلات آفاق سنة 2025، لافتة إلى وجود مفاوضات مع عدد من المهتمين بتصنيع السيارات في الجزائر لتزويدهم بالإطارات، التي أكّدت أنها "مطابقة للمعايير العالمية". أمّا شركة "بلانيت فيلتر" (Planète filtre) فانتقلت قبل حوالي ثلاث سنوات من تجارة استيراد المرشحات (فيلتر) التي مارستها لحوالي 20 سنة، إلى الإنتاج المحلي وذلك "تماشيا مع تطلعات الدولة الجزائرية للنهوض بالإنتاج الوطني، لاسيما إنتاج قطع غيار السيارات"، يقول مسير الشركة، فريد خزاني. وتابع قائلا: "نصنع مرشّحات الزيت، الهواء والوقود الخاصة بالسيارات السياحية، مركبات الوزن الثقيل، الآلات الصناعية، وكذا المرشّحات الخاصة بالمصانع"، مضيفا: "نحن بصدد تحضير أنفسنا للمساهمة في تطوير الصناعة الميكانيكية في الجزائر، عبر توفير شهادات الجودة التي تطلبها شركات تصنيع السيارات". أمّا بالنسبة للمادة الأولية، فأوضح السيد خزاني أنها تتنوع بين محلية ومستوردة، لافتا إلى أنّ "مصنع توسيالي للحديد والصلب، سيزود الشركة ابتداء من سنة 2024 ببعض المنتجات الحديدية، كما تزوّدنا شركات أخرى بالمطاط والنوابض، ما سيسمح برفعة نسبة الإدماج بعد سنتين لحوالي 60 بالمائة، مقابل 30 بالمائة حاليا". من جهته، أبرز المدير التجاري لشركة "القدس" المتخصصة في تحويل الزجاج، أمين شابي، جهود الشركة منذ حوالي 40 سنة لتطوير صناعة زجاج السيارات في الجزائر، ما مكّنها في السنوات الأخيرة من الوصول إلى مرحلة تصنيع زجاج الحافلات، الآلات الصناعية وكذا عربات قطار "كوراديا" وعربات الميترو والترامواي. وأشار شابي إلى أنّ الشّركة تعمل على المساهمة في رفع نسبة الإدماج في قطاع صناعة السيارات بالجزائر، وذلك عبر زيادة طاقتها الإنتاجية إلى 650 وحدة من زجاج السيارات يوميا (300 حاليا) ابتداء من سنة 2025، لاسيما وأنّ "الشركة تلقّت عرضا من شركة فيات لتزويدها بالزجاج". واختارت شركة "كروان" الاستثمار في دهن السيارات، وذلك بعد 30 سنة من النشاط في استيراد هذه المادة، وفق مدير الشركة، محمد طليبة، الذي أكّد أن منتوج الشركة ذو مواصفات عالمية، وأنّ الشركة تسعى للاستثمار مستقبلا في كل المواد الخاصة بصيانة هيكل السيارة. وبعد أن أشار إلى تلقي الشركة عروضا من بعض العلامات المهتمة بمشاريع تصنيع السيارات محليا، وكذا علامة "فيات" التي دخل مصنعها حيز النشاط قبل أيام، لفت طليبة إلى دخول الشركة مجال تصنيع زجاج السيارات.