تستمر آلة الحرب الصهيونية بنشر الدمار في كل أنحاء قطاع غزة لليوم 106 على التوالي، مع ارتفاع عدد الشهداء والمصابين، ويتزامن ذلك مع اشتباكات تخوضها ببسالة فصائل المقاومة ما يسجّل يوميا خسائر كبيرة في صفوف عساكر الاحتلال. وفي الأثناء يتعمّق الخلاف في وجهتَي النظر بين الصهاينة وواشنطن حول قيام دولة فلسطينيّة، واتّساع رقعة النزاع ووصوله حتّى البحر الأحمر. لم يتوقف القصف الصهيوني على قطاع غزة منذ 3 أشهر و12 يوماً، من شماله حتى جنوبه.فقد ارتفع عدد شهداء القصف الذي استهدف أمس شقة سكنية قرب مجمع الشفاء الطبي شمال القطاع المحاصر، إلى 12 فردا، وفقا لوسائل إعلام محلية. كما طال قصف عنيف من الزوارق الحربية الصهيونية ساحل مدينة غزة ومناطق الشمال. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، أمس، أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في محاور التقدم شرق غزة. ومن جهتها قالت الفصائل الفلسطينية في بيانات منفصلة، إنها نفذت عمليات استهداف لعساكر وآليات عسكرية صهيونية، أوقعت إصابات وقتلى في صفوف العدو. جاء ذلك بعد ساعات فقط من تأكيد وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد شهداء الهجمات الدموية الصهيونية على القطاع منذ بداية الحرب إلى 24 ألفا و620. وقالت في بيان، إنّ القوات الصهيونية تعمدت استهداف 150 مؤسسة صحية، فضلا عن خروج 30 مستشفى و53 مركزا صحيا عن الخدمة، واستهداف 122 سيارة إسعاف. أما في الوسط، فقد تواصل القصف الصهيوني على المدن بعدما فجرت قوات الاحتلال مقر جامعة الإسراء في مدينة الزهراء وسط غزة. ونشر الجيش الصهيوني صور تفجير المكان الذي استعمله ثكنة عسكرية أكثر من 70 يوماً. ولم يكن الجنوب بحال أفضل، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة تلاها قصف مدفعي على وسط وغرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع المحاصر. إلى ذلك، أعلنت الأنباء، مقتل عسكري صهيوني وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة خلال معارك قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلى جيش الاحتلال المعلن إلى 530 منذ 7 أكتوبر. إحباط من استمرار المقاومة في وقت سابق، أعرب وزير الدفاع الصهيوني الأسبق عن شعوره بالإحباط حيال استعادة حركة حماس السيطرة على شمال القطاع وذلك بعد أيام من إعلان الاحتلال انتهاء عملياته البرية في الشمال. والاثنين، أعلن وزير الدفاع الصهيوني انتهاء العمليات البرية شمال غزة، حيث تم رصد إطلاق صواريخ من هناك في الأيام الأخيرة. فيما أعلن جيش الاحتلال، الثلاثاء، عن عثوره على "100 منصة لإطلاق قذائف صاروخية في بيت لاهيا شمال القطاع". وأعاد جيش الاحتلال، توغله في عدد من المناطق بمحافظتي غزة والشمال بعد عودة لافتة للعمليات العسكرية هناك. مع هذه العودة، تندلع اشتباكات منذ ساعات الصباح بين المقاومين الفلسطينيين والجيش الصهيوني في محاور التوغل بمحافظة الشمال وخاصة شرق بلدة جباليا. وقالت "كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، في بيان، إن مقاتليها "اشتبكوا مع قوة صهيونية راجلة من 12 عسكريا وأجهزوا على 4 منهم قرب المقبرة الشرقية، شرق جباليا". وأضافت في بيان آخر، أنّ مقاتليها تمكنوا من "استهداف قوة صهيونية خاصة تحصنت في عمارة سكنية بقذيفةمضادة للتحصينات وأوقعوها بين قتيل وجريح شرق جباليا شمال قطاع غزة". كما أعلنت استهداف "دبابة ميركافا، وتفجير ناقلة جند صهيونية بقذيفتي الياسين 105 قرب المقبرة الشرقية". أما "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، فقالت في بيان، إن مقاتليها "خاضوا اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة ضد عساكر وآليات العدو الصهيوني في محاور التقدم شرق جباليا". الحرب مستمرّة من جانبه، قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، إنّ الحرب في قطاع غزة، ستستغرق شهورًا أخرى. وأشار نتنياهو، في مؤتمر صحفي، إلى تخصيص ميزانية حرب ضخمة، "تسمح للجيش والقوات الأمنية بتحقيق أهداف الحرب، وذلك سيستغرق أشهرا عديدة أخرى، لكننا مصممون على تحقيقه". وتأتي تصريحات نتنياهو - كما سبق وقلناه سابقا - في وقت يدور فيه الحديث عن حالة إحباط تعيشها دولة الاحتلال من عودة العمليات واحتدامها شمال قطاع غزة. خلاف أمريكي صهيوني ظهرت إلى العلن مجدّدا الخلافات العميقة في الرأي بين الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني بشأن فترة ما بعد الحرب في قطاع غزة واحتمالية قيام دولة فلسطينية، الضامن الوحيد لأمن الكيان في نظر واشنطن على المدى الطويل. وعندما سئل عن تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الصهيوني، رد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي "واضح أنّنا نرى الأمور بشكل مختلف". وكان نتنياهو قال إنّه "يجب أن تكون للكيان سيطرة أمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. هذا شرط ضروري يتناقض مع فكرة السيادة الفلسطينية"، موضّحا أنه قال ذلك مباشرة للأمريكيين. وكرّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء في منتدى دافوس الاقتصادي، دعوته إلى إيجاد "طريق نحو دولة فلسطينية"، معتبرا أنه "من دون ذلك سيكون مستحيلا الحصول على أمن حقيقي". كما تحض واشنطن الاحتلال الصهيوني على مساعدة السلطة الفلسطينية بدلا من إعاقتها. مخاوف من صراع إقليمي ويخشى المجتمع الدولي اتّساع نطاق النزاع، وسط تبادل يومي لإطلاق النار على الحدود الصهيونية - اللبنانيّة، وزيادة هجمات الحوثيّين ضدّ سفن تجاريّة صهيونية في البحر الأحمر وخليج عدن، وتكثيف الضربات الأميركيّة ضدّ مواقع في اليمن. وأعلن الحوثيون ليلة الخميس إلى الجمعة، استهداف سفينة أميركيّة في خليج عدن؛ رداً على الضربات الأميركية - البريطانية على مواقع في اليمن ودعماً للفلسطينيين في قطاع غزة. المعتقلون يتعرّضون لسوء المعاملة والإهانة دعا مسؤول في مجال حقوق الإنسان بالأممالمتحدة امس إلى وضع حد لسوء معاملة الاحتلال الصهيوني للمعتقلين الفلسطينيين في غزة، قائلا إنه التقى برجال احتجزوا لأسابيع وتعرضوا للضرب وتعصيب الأعين. وقال أجيت سونغاي، وهو ممثل لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، للصحافيين عبر رابط فيديو من غزة، حيث التقى بالمحتجزين المفرج عنهم في القطاع "هؤلاء هم الرجال الذين احتجزتهم قوات الأمن الصهيونية في أماكن مجهولة لمدة تتراوح بين 30 إلى 55 يوما…هناك تقارير عن رجال تم إطلاق سراحهم لاحقا، ولكن فقط بالملابس الداخلية دون أي ملابس مناسبة في هذا الطقس البارد".