وسائل إعلام دولية: إجماع يتحقق لأول مرة بمجلس الأمن مشروع قرار إنساني في مضمونه ويتسق مع القانوني الدولي الإنساني الجامعة العربية: المواقف الأمريكية تعزز حالة شلل الأممالمتحدة وتضرب مصداقيتها البرلمان العربي: احذروا الاتجاه نحو التصعيد دون تحرّك المجتمع الدولي التعاون الإسلامي: فيتو ضد السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين عدم الانحياز: يجب منع هذه الجريمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لها لم يمرّ مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر ودعت فيه إلى وقف إطلاق نار "فوري" في قطاع غزة، رغم أنه حظي بإجماع عالمي غير مسبوق، قالت وسائل إعلام بشأنه إنه "إجماع يتحقق لأول مرة بمجلس الأمن"، حيث صوتت 13 دولة لصالحه، وامتنعت دولة واحدة، فيما استعملت واشنطن حق النقض، لتثير عاصفة من الاستنكار عبر جميع دول العالم. عبّرت باريس عن أسفها لفشل مجلس الأمن في تمرير مشروع القرار. وقال المندوب الفرنسي، نيكولاس دي ريفيير، إن بلاده تأسف لعدم اعتماد مشروع قرار الجزائر، لافتا إلى "الحاجة الملحة للغاية للتوصل، دون مزيد من التأخير، إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار يضمن في النهاية حماية جميع المدنيين ودخول المساعدات الطارئة بكميات كبيرة". من جهتها، أعربت مندوبة سويسرا، باسكال كريستين بيريسويل، عن أسفها لعدم اعتماد مشروع القرار، مشددة على "مسؤولية مجلس الأمن في حماية مبادئ القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين". كما عبرت مندوبة قطر الدائمة لدى مجلس الأمن، عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار الجزائر الذي "تؤيده الأغلبية الساحقة من أعضاء المجلس"، لأنه "مشروع قرار إنساني في مضمونه ويتسق مع القانوني الدولي الإنساني". واجب أخلاقي لا يمكن تأجيلة وانتقدت الصين بشدة، أمس، استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو)، معتبرة أنه "سيزيد الوضع خطورة". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، خلال مؤتمر صحفي: "تفرّدت الولاياتالمتحدة مجددا بفرض الفيتو جاعلة الوضع في غزة أكثر خطورة". وأضافت: "الأطراف المعنية ومن بينها الصين أعربت عن خيبة أمل كبيرة وعن استيائها". وسجلت أن "الوضع الإنساني في غزة أصبح خطيرا جدا فيما تأثر الأمن والاستقرار الإقليميان بشدة "، لتؤكد أنه "على مجلس الأمن أن يتحرك في أسرع وقت لوضع حد للأعمال الحربية" وقالت: "هذا واجب أخلاقي لا يمكن تأجيله". التصعيد يهدد الأمن والسلم الدوليين من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إصلاح مجلس الأمن، للاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين بمصداقية ودون ازدواجية في المعايير. وحذرت المملكة من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها وتصاعد العمليات العسكرية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين ولا تخدم أي جهود تدعو إلى الحوار والحل السلمي للقضية الفلسطينية وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة. موقف غير مسؤول من الجانب الفلسطيني، وصف مندوب فلسطين الدائم لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، استخدام واشنطن لحق النقض بأنه "غير مسؤول". وأكد أن الرسالة الموجهة من واشنطن إلى الاحتلال الصهيوني باستخدام حق النقض، هي "أنه يستطيع الاستمرار في الإفلات من العقاب". بدورها أدانت الرئاسة الفلسطينية، استخدام الولاياتالمتحدة الأميركية مجددا حق النقض، معربة عن استغرابها من استمرار الرفض الأمريكي لوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني واعتبرته تحديّا لإرادة المجتمع الدولي. لا لازدواجية المعايير.. في الإطار، قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها، إن العدوان الغاشم المستمر على غزة يفضح مرة تلو الأخرى، ازدواجية المعايير وتباين مواقف المجتمع الدولي إزاء جرائم الحرب الممنهجة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، لاسيما الأطفال والنساء، كما يفضح عدم اكتراثه بالأوضاع الإنسانية المأساوية في القطاع. صفحة سوداء جديدة وأدانت سوريا، أمس، ب«شدة"، استخدام "الفيتو". وقالت في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين السورية، نقلته (سانا)، إن مجلس الأمن شهد على "صفحة سوداء أخرى" خطتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، من خلال استخدامها "الفيتو" مرة أخرى، ما يشكل إثباتا لاستمرار دعمها لآلة القتل بحق أهلنا الفلسطينيين". وشددت وزارة الخارجية والمغتربين السورية على وجوب اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته في وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، مطالبة إياه بتحمل مسؤوليته أيضا في الحفاظ على حياة الفلسطينيين ورفض تكرار تهجيرهم وضمان حصولهم على حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها بناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. الدولة الفلسطينية.. حق واعتبر اليمن ما أفضى إليه اجتماع مجلس الأمن "انتكاسة جديدة". وأعربت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان لها، عن "رفض اليمن لازدواجية المعايير والاكتفاء بالصمت إزاء المجازر اليومية والانتهاكات الدموية بحق الشعب الفلسطيني"، وطالبت بالوقف الفوري لإطلاق النار والتطبيق الكامل للقرارات الأممية والتشريعات الدولية التي تكفل حماية الشعب الفلسطيني وتضمن إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. واستنكرت العديد من الدول، على غرار الأردن ومصر وسلطنة عُمان والكويت، بشدة على ما يمثله المشهد الدولي من انتقائية وازدواجية في معايير التعامل مع الحروب والنزاعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم، الأمر الذي بات يشكك في مصداقية قواعد وآليات عمل المنظومة الدولية الراهنة، لاسيما مجلس الأمن الموكل إليه مسؤولية منع وتسوية النزاعات ووقف الحروب. مصداقية المنظومة الأممية على المحك وتواصلت ردود الفعل الدولية المستنكرة، حيث أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، عن أسفه الشديد، وقال إن "المواقف الأمريكية تقلل من مصداقية المنظومة الأممية وتعزز من حالة الشلل التي تشهدها الأممالمتحدة، الأمر الذي يوفر غطاء سياسيا للاحتلال الصهيوني لمواصلة العدوان، في ظل عجز دولي عن إيقاف الجرائم الشنيعة التي ترتكب كل يوم بحق المدنيين الفلسطينيين". حذار من الصمت عن الجرائم بدوره، أعرب البرلمان العربي عن أسفه الشديد لنقض مشروع القرار، وحذر من خطورة إبقاء الوضع على ما هو عليه والاتجاه به نحو التصعيد دون تحريك ساكن من المجتمع الدولي. بدورها أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن أسفها الشديد لاستخدام الولاياتالمتحدة حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار، مؤكدة أن ذلك ينعكس سلبا على دور مجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأدانت حركة عدم الانحياز ب«شدة"، استمرار عدوان الاحتلال الصهيوني ضد شعب فلسطين الأعزل وطالبت بالوقف الفوري لإطلاق النار. وقرأت مساعدة مندوب إيران لدى الأممالمتحدة، زهراء إرشادي، نيابة عن حركة عدم الانحياز، بيان قالت فيه إن الحركة تدين العدوان "الوحشي المستمر" ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وأعربت إرشادي عن "القلق العميق" للحركة إزاء تحذيرات المقررين الخاصين للأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية المفتوحة في قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي إلى الالتزام بمنع هذه الجريمة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لوضع حد لها، كما طالبت الكيان الصهيوني بتنفيذ الحكم المؤقت الذي أصدرته محكمة العدل الدولية. من جهة أخرى، أعرب اتحاد المحامين العرب عن استنكاره الشديد لاستخدام الولاياتالمتحدةالأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر إلى مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق نار "فوري" في قطاع غزة. وأكد بيان للأمانة العامة للاتحاد، أن "العالم أصبح على يقين بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تسمح أبداً بتمرير أي قرار يقف ضد جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال (الصهيوني) في قطاع غزة والتي راح ضحيتها آلاف الأرواح من المدنيين الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء". ينبغي أن نشير إلى أن مجلس الأمن فشل في تمرير مشروع قرار الجزائر، لاستخدام واشنطن حق "الفيتو" لثالث مرة، رغم دق مختلف الدول والمنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية الدولية ناقوس الخطر، حيث بلغت الحصيلة غير النهائية لعدوان الاحتلال الصهيوني المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، 29195 شهيدا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، و69170 جريحا، في حين لايزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.