مع دخول حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة يومها ال164 ترنو الأنظار لجهود الوساطة الجارية بهدف التوصل لهدنة توقف العدوان الغاشم. في الأثناء تواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر في حق المدنيين بمختلف مناطق القطاع، بينما وصلت أول شاحنات مساعدات إلى الشمال منذ نحو 4 أشهر. جهود مكثفة تقوم بها دول الوساطة، مصر والولايات المتحدةوقطر، من أجل التوصل لاتفاق على هدنة وصفقة تبادل للأسرى، رغم استمرار القصف والغارات الصهيونية على غزة. ما تبحثه الأطراف المختلفة حاليا على مائدة التفاوض هو مقترح قدمته حركة حماس، يتضمن اتفاق هدنة من 6 أسابيع يشمل تبادل أسرى صهاينة بمعتقلين فلسطينيين، والانسحاب العسكري من كل المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة وعودة النازحين بلا قيود، وتدفق المساعدات بما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا. ورغم تعنته بشأن استمرار الحرب في غزة وتمديدها إلى رفح، إلا أن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني قال إن وفدا للاحتلال سيتوجّه إلى قطر للمشاركة في مفاوضات على صفقة تبادل الأسرى ووقف القتال. موافقة رئيس وزراء الكيان الغاصب على إرسال وفد لقطر لم تمنعه من إقرار «خطط عمل» الجيش لشن هجوم برّي على رفح، حيث يتكدس وفق الأممالمتحدة نحو 1.5 مليون فلسطيني معظمهم من النازحين، هم أكثر من نصف إجمالي سكان القطاع. قصف وقتل لا يتوقفان ميدانيا، واصل جيش الاحتلال الصهيوني استهداف المدنيين العزل في مناطق عدة بالقطاع، وقالت وزارة الصحة بغزة إن الاحتلال ارتكب 9 مجازر خلال 24 ساعة استشهد فيها 92 وأصيب نحو 130 آخرين. كما أشارت تقارير فلسطينية إلى أن غارات للاحتلال استهدفت المناطق الجنوبية لمدينة خان يونس بالتزامن مع أخرى استهدفت شمال شرقي رفح. كما استهدفت الغارات مناطق غرب مدينة غزة شمالي القطاع، ومخيم النصيرات في المحافظة الوسطى. هذا وذكرت وسائل إعلام فلسطينية محلية أن 12 فلسطينيا استشهدوا في قصف استهدف منزلا في حي بشارة بدير البلح بوسط قطاع غزة. وأضافت أنه ما زال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات حيث تمنع القوات الصهيونية وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم. وفي وقت سابق أفاد مراسلون باستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في قصف لطائرات الاحتلال استهدف عمارة الماسة قرب مفترق اللبابيدي. وأضاف المراسلون أن طواقم الدفاع المدني تواصل البحث عن شهداء ومصابين تحت أنقاض منزل عائلة حمودة في شارع الجلاء بمدينة غزة. كما أفادوا باستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة 10، في قصف على منزل عائلة مْطِير في المخيم الجديد بالنصيرات وسط القطاع. وقد أدى القصف إلى تدمير المنزل بالكامل. وأعلنت وزارة الصحة في غزة السبت أن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات ال24 الأخيرة 7 مجازر في القطاع أوقعت 63 شهيدا و112 مصابا، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لضحايا العدوان الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 31 ألفا و645 شهيد، والجرحى إلى 73 ألفا و546. وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "واشنطن بوست "عن المتحدثِ باسم الطوارئ في الدفاع المدني بغزة محمود بصل أن التقديرات تشير إلى أن هناك 8 آلاف جثة لا تزال تحت الأنقاض في القطاع. وأضاف أن فرق الدفاع المدني نادرا ما تجد جثثا كاملة، بل بقايا جثث معظمها متحللة ولا يمكن التعرف عليها. وأشار إلى أن أجهزة الدفاع المدني تتلقى مناشدات من الأسر للبحث عن مفقودين في كل مرة يدخل فيها الجيش الصهيوني منطقة في غزة. تحذير من اجتياح رفح في غضون ذلك، دعت منظمة الصحة العالمية – الكيان الصهيوني إلى الامتناع عن شن هجوم على رفح جنوبي قطاع غزة، في أعقاب إقرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خططا لشن عملية عسكرية هناك، رغم التحذيرات الأممية من عواقب كارثية للاجتياح المحتمل. وكتب مدير منظمة الصحة تيدروس أدهانومغيبريسوس -في تغريدة عبر موقع إكس- "أشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن خطة صهيونية لشن هجوم بري على رفح"، واصفا ذلك بأنه "تصعيد جديد للعنف في هذه المنطقة المكتظة سيؤدي إلى مزيد من الشهداء والمعاناة". وأضاف غيبريسوس "باسم الإنسانية، ندعو الاحتلال إلى عدم المضي قدما في خطتها والسعي لإحلال السلام"، معتبرا أن عملية الإجلاء التي يعتزم جيش الاحتلال القيام بها قبل الهجوم "ليست حلا ممكنا". وأوضح مدير منظمة الصحة أن "سكان رفح ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه، ولا مرافق صحية تعمل بكامل طاقتها وآمنة يمكنهم الوصول إليها في أي مكان آخر في غزة"، لافتا إلى أن "كثيرا من الأشخاص ضعفاء جسديا وجائعون ومرضى لدرجة أنهم لا يستطيعون النزوح مرة أخرى".