رأى سفير اندونيسيا بالجزائر احمد نعم سالم ان ترقية وتطوير العلاقات بين البلدين لا تقتصر على الميدان الثقافي فحسب، وإنما باقي المجالات في حاجة إليها لخروج التبادلات من جانبها الرسمي، وتحقيق انفتاح فعلي. وقد نفى ذات السفير من منبر ضيف «الشعب» غياب او تقصير الترويج للثقافة الأندونسية في الجزائر، مؤكدا ان موروثهم المميز حضر في عديد الفعاليات التي احتضنتها الجزائر على غرار تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية 2011، اضافة الى المكان الذي حجزته ثقافتهم في الولايات الداخلية من الوطن منها سيدي بلعباس، قسنطينة وغيرها. كما أكد أحمد نعم سالم ان التبادلات الثقافية التي تربط البلدين ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب بل لها تاريخ عريق ميزته عديد الفعاليات التي تعد الجسر الواصل بين الثقافتين، مؤكدا في هذا الصدد ان العلاقات بين الجزائر واندونيسيا تجاوزت الرسميات، وانما تسير اليوم وفق طريق بعيد عن ذلك الزمن. وتأسف ذات السفير من فضاء ضيف «الشعب» على هشاشة الثقافة السياحية لدى الشعبين، مؤكدا في هذا الشأن على العلاقة التكاملية والطردية بين الميدانين السياحي والثقافي، معتبرا ان الترويج الفعلي لثقافة أي بلد تقوم بالدرجة الاولى على اكتشاف مواطني البلدين لخبايا وأسرار شقيقه، والتي تتولد بكسر الحواجز والمعوقات التي تحول دون زيارة الاندونيسي للجزائر أو العكس، حيث ثمن في هذا الصدد التسهيلات التي يمنحها بلده في جانب التأشيرة التي يتحصل عليها، حسبه، من يريد زيارة اندونيسيا بعد ساعات سواء من السفارة او مكاتب الهجرة على مستوى المطارات. وقاد أحمد نعم سالم الطاقم الصحفي ل «الشعب» في جولة سياحية افتراضية إلى اندونيسيا، تخللها الوصف الدقيق لبعض مناطق وطنه وخصائص ينفرد بها بلده، حسب ما قاله، حيث انطلق بنا من الجمال الطبيعي لاندونسيا، الذي جعل الزائرين لهذه المنطقة من الكرة الارضية يصفونها ب «الجنة فوق الأرض». كما أبحر ذات السفير بنا في بحار اندونيسيا التي تتميز بالعمق، وثرائه بعدد لا يستهان به من الأسماك الملونة، حيث قال انه بامكان المتأمل في هذا السحر الطبيعي رؤية وبالعين المجردة آلاف الأنواع من الأسماك الملونة، حيث قال في هذا الصدد وباسلوب الطرافة «ربما في بلدان يوجد أناس بألوان مختلفة أما في بلدنا اندونيسيا فهناك أسماك ملونة». وأشاد ضيف «الشعب» المجهودات التي يبذلها بلده من أجل الرقي بالسياحة، حيث جعل احدى بحاره الزاخرة بالانواع السمكية مكانا للراحة والاستجمام، يتمكن من خلالها الزائر التجول والتمتع بتلك المناظر في قوارب يمنع فيها الصيد، حيث كشف ذات السفير ان عدد السياح باندونيسيا بلغ العام الفارط 8 ملايين أجنبي، «في حين ان عدد الجزائريين ما يزال ضعيفا». وباعتبار الثقافة الاسلامية قاسما مشتركا بين البلدين، أكد أحمد نعم سالم ان عددا كبيرا من الاندونيسيين متمكنين من اللغة العربية، التي تعد دافعا قويا للنهوض بالعلاقات الثقافية، معتبرا ان الاقلية التي لا تجيد لغة الضاد ليست عائقا أمام تطوير وتكثيف التعاون الثقافي بين البلدين. وتعد أندونيسيا حسب السفير من البلدان التي تزخر بعدد وافر من اللهجات تصل إلى 500 لهجة ولغة محلية مكتوبة، مؤكدا في هذا الصدد ان بلده يحتفظ باقدم اللغات التي تعتمد على الرسومات في كتابتها على غرار ما هو موجود في مسقط رأسه جاوا الوسطى، أما اللغة الأم الأندونيسية فهي مأخوذة من الأقلية عكس ما هو معروف في أكثر دول العالم. ويذكر ان السفارة الاندونيسية بالجزائر ستنظم في نهاية الشهر الجاري تظاهرة في رياضة الدفاع الذاتي، اضافة الى ندوة علمية حول الذكرى الذهبية لخمسينية العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، كما رحبت بتنظيم مقابلة رياضية مع فريق «الشعب» احتفاء بمرور خمسين سنة عن تأسيس أم الجرائد.