عمليات التصحيح للطورين المتوسط والثانوي.. بعد خمسة أيام اختتم أمس، امتحان تقييم المكتسبات لمرحلة التعليم الابتدائي والامتحانات التجريبية للمترشحين المقبلين على اجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط، بينما يواصل المترشحون المقبلون على امتحان شهادة البكالوريا، وسط ارتياح كبير للظروف المحكمة التي أجريت فيها الامتحانات، إضافة إلى طبيعة المواضيع ونوعية الأسئلة. انتهت المحطة الهامة في المسار الدراسي للتلاميذ بنجاح، وهذا بعد أن اتخذت كل التدابير التي من شأنها إنجاح الامتحانات، بما فيها زيارة كل مراكز المؤسسات التربوية خاصة في الولايات البعيدة، إلى جانب التركيز على الشق البيداغوجي المتعلق بإعداد المواضيع التي مرت بردا وسلاما على التلاميذ، سواء ما تعلق بالمكتسبات أو الامتحانات التجريبية. وبحسب عدد من الأساتذة، فإن امتحان تقييم المكتسبات حافظ على مضمونه وأهدافه، وهذا بعد أن تضمن ثلاث أو أربع نقاط أساسية، منها مدة الامتحان التي انتقلت إلى ثلاثة أيام بدلا من الشهر، بمعدل اختبارين في اليوم الواحد، حيث يجتاز الممتحن في اليوم الأول والثاني اختبارا واحدا لمدة ساعة ونصف، وامتحانا آخرا لمدة 45 دقيقة. أوضح المختص في التربية وأستاذ قسم الخامسة ابتدائي، سليماني موسى ل«الشعب"، أن المقاربة الجديدة تحوي العديد من الإيجابيات التي استحسنها المعلم والتلميذ، منها تقليص الوقت إلى ثلاثة أيام بدل شهر، بالإضافة إلى التركيز على المواد الأساسية فقط، ما خفف من عناء التلميذ، وهذا ما لوحظ طوال أيام الامتحان. وعن النقائص الملموسة ميدانيا، قال الخبير التربوي إن امتحان تقييم المكتسبات ما زال بحاجة إلى بعض التعديلات من حيث توقيت الإجراء، على اعتبار أن البرنامج لم ينته بنسبة 100 بالمائة، ومن المفروض إجراء هذا الامتحان بعد اختبارات الثلاثي الثالث لإعطائه طابع "السانكيام"، هذا بالإضافة إلى توقيف الدراسة بأيام قبل إجراء التقييم للسماح للتلميذ كي يحس بأهمية هذا الاختبار، شأنه شأن باقي الأطوار المقبلة على الشهادة. وقال الأستاذ نواري في هذا الشأن، إنها التجربة الثانية لهذا الامتحان الذي أدخلت عليه تحسينات في عدد أيام الامتحان وفي عدد المواد التي يمتحن فيها التلميذ، وكما هو معروف فإن هذا الامتحان أخذ طابعا محليا، وتم تنظيمه على مستوى المقاطعات التفتيشية مما يعطي حظوظا أوفر للتلاميذ، لاستكمال مسارهم الدراسي، والتقليل من نسب الإعادة في السنة الأولى من المتوسط.. المعروف أيضا – يقول نواري - أن الانتقال إلى السنة الأولى المتوسطة، يتم باحتساب المعدل السنوي للتقويم المستمر دون سواه، وعدم احتساب نتائج امتحان تقييم المكتسبات في قبول التلميذ في مرحلة التعليم المتوسط، لهذا، نقول إن الامتحان نجح ويجب تعميمه على كل مستويات مرحلة التعليم الابتدائي، بدءا من السنة الثالثة، حتى نتمكن من تصحيح الاختلالات مبكرا، وهو ما قرره وزير التربية الوطنية من خلال تقليص تدريس عدد المواد في السنتين الأولى والثانية ابتدائي، والاكتفاء بتدريس ثلاث مواد فقط بداية من السنة الدراسية القادمة، وهي قرارات بيداغوجية مهمة في حياة التلميذ نثمنها ونباركها. وعليه – يواصل نواري - فإن وزارة التربية نجحت في جعل التلميذ يعتمد على الواقع المعيش لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة بعيدا عن الاعتماد على الغير، ما يعني أن العملية البيداغوجية نجحت في تنمية عقل التلميذ وحسّه ومعارفه الشخصية، وتمكن المؤطرون - خلال التقييم - من التعرف على المستوى الحقيقي للتلميذ، وهو توجه سليم تبنته الوزارة في النظام التربوي الذي يعرف حركة دائمة ومستمرة، برهنت ان هناك ثورة بيداغوجية مستمرة في صالح التلميذ الجزائري. ولا ننسى – يؤكد نواري - دور التنظيمات الوطنية المعتمدة لأولياء التلاميذ التي ساهمت بشكل كبير في تحسيس وتوعية الأولياء بالفائدة الكبيرة التي سيعود بها هذا الامتحان على التلاميذ، والنتائج المتحصل عليها في الفصل الأول من السنة الدراسية خير دليل على ذلك، حيث بلغت النتائج 70.9 بالمائة بفارق 05.24 مقارنة مع نتائج الفصل الأول للسنة الدراسية الماضية والتي قدرت ب65.75 مما يؤكد نجاعة المعالجة البيداغوجية التي استفاد منها تلاميذ السنة الأولى متوسط، وهي مقاربة بيداغوجية جديدة في حياة التلميذ ترافقه إلى غاية مرحلة التعليم الثانوي. أما عن الامتحانات التجريبية للمترشحين المقبلين على شهادة البكالوريا والبيام، فإن الإجراءات التنظيمية لقيت استحسان التلاميذ باعتبارها تدريبا لامتحان الشهادة، أما عن نوعية المواضيع فجاءت - بحسب تصريحات وزير التربية الوطنية - مطابقة للمنهاج وما تلقوه حضوريا في الأقسام. وبخصوص إجراءات المراقبة، اعتمدت أغلب المؤسسات التربوية نظام الحراسة المعتمد في الشهادة لنزع الخوف والتوتر من نفسيات الطلبة، فالأهم هو وضع الطالب في إطار الامتحان، قبل اجتياز الشهادة التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أيام معدودة.