وصف المحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية عبد العزيز جراد، أمس، الانتخابات الرئاسية التي تشهد دورها الأول اليوم بجمهورية مالي «بالمرحلة الحساسة في المسار السياسي لهذا البلد التي زعزعت استقراره العديد من الأزمات في الآونة الأخيرة». وأضاف جراد في تصريح «للشعب» أنه وبعد محاربة الإرهاب والتدخل الأجنبي الفرنسي حان الوقت للمرور إلى مرحلة سياسية جديدة وإقرار الاستقرار الأمني والسياسي والتنمية بمالي، مؤكدا في ذات السياق أن نجاح هذا المسار السياسي يستلزم إدماج شمال مالي وسكان التوارق في هذه الانتخابات وفي المرحلة الجديدة من تاريخ جمهورية مالي. ويرى المحلل السياسي أن الانتخابات الرئاسية لا تعني نهاية الأزمة بمالي، بل يجب على المسؤولين الجدد أن يدركوا بأن الحل لمشاكل البلاد، لابد أن يكون عادلا بالنسبة للتوارق، ويجب إدماجهم في التغيير السياسي ومسار التنمية وتحقيق التوازن بين الشمال والجنوب. وعن عدد المترشحين للرئاسيات والذي بلغ 27، أكد جراد أنه لا يشكل حاجزا بحد ذاته، كون مالي تشهد أول انتخابات بها بعد الأزمة العصيبة التي زعزعت الاستقرار والتنمية. وفي إشارة للتكهنات العديدة التي تمنح المترشح إبراهيم إبيكا كيتا، الوزير الأول الأسبق ورئيس حزب التجمع من أجل مالي، الحظ الأوفر للفوز بالانتخابات الرئاسية، أبرز جراد أن هذا الاستحقاق يستجيب أولا وقبل كل شيء إلى موازنات سياسية وداخلية وخارجية ، إذ ستشهد الساحة السياسية بمالي حتما مفاوضات بين عدة أطراف لإبراز قائد بالإجماع للجمهورية . ومن جهة أخرى أكد المحلل السياسي أن استقرار مالي لا بد أن يشمل الجانب الأمني والسياسي والاجتماعي وأن توجد سياسية جادة من أجل النهوض بتنمية البلاد. كما ذكر أيضا بموقف الجزائر القار والرامي إلى التعاون مع القيادات السياسية الجديدة من أجل الاستقرار والدفع بالتنمية بمالي وبمنطقة الساحل.