أكد رئيس فيدرالية الحرفيين والصناعة التقليدية يايسي رضا أمس في تصريح خص به «الشعب» مشاركة 16 ولاية الى جانب الجزائر الوسطى في معرض الصناعات التقليدية الذي احتضنته ساحة البريد المركزي تطبيقا لبرنامج «الجزائر لا تنام» قصد التعريف بالمنتوج الوطني والحفاظ على التراث من الزوال بالدرجة الاولى في ظل محيط تنافسي، نافيا بالمناسبة مشاركة العارضين لتحقيق الربح المادي. أوضح رئيس فيدرالية الحرفيين والصناعة التقليدية تسيطرهم لبرنامج ثري يهدف إلى حماية التراث الجزائري والحرف التقليدية تحت شعار «تراثنا فخر لنا»، تحت رعاية المجلس الشعبي البلدي لبلدية الجزائر الوسطى، مشيرا إلى انهم قاموا باحضار العديد من الحرفيين من مختلف انحاء الوطن على غرار أدرار، بشار، بومرداس، الجلفة، بغية التخفيف على المواطن عناء التنقل، وهذا بأسعار معقولة سيما يضيف محدثنا وان هدف الحرفي الترويج للسلعة واعطائها المزيد من الاعتبار. وقال يايسي ان الحرفي يحتاج إلى التكوين والارتقاء والتسويق هذا الأخير من شأنه خلق اليد العاملة بين الأوساط الشبابية الذين أصبحوا يقبلون على الصناعات التقليدية بشكل ملحوظ وانقاضهم من شبح البطالة. وفي لقائها مع «الشعب» أكدت السيدة وذان فاطمة حرفية في الصوف والحرير والخياطة التقليدية قدمت من بوسعادة ولاية المسيلة مشاركتها بأكثر من 45 مشاركة وطنية للتعريف ببعض الالبسة التقليدية على غرار برنوس الخيالة، القشابية المصنوعة من الصوف، وملحفة الشاوية، مرجعة سبب ذلك إلى تعلقها بحرفة الأجداد وارادتها القوية في البحث عن كل ما يتعلق بالتراث الجزائري حفاظا على التقاليد. من جهته يرى الحرفي مولودي مصطفى من قرزيم ولاية بشار الذي ابدع بأنامل شابة في صناعة منتوجات ولوحات من الرمل بالوان زاهية أضفت على المعرض رونقا وجمالا تعلقه بهذه الحرفة كونها «فن وتاريخ منطقة» من جهة وتوفر المادة الأولية «الرمل» بالمنطقة وبالتالي «عدم وجود تكلفة مادية كبيرة» لانجاز تلك الأعمال التي عبرت عن تاريخ المنطقة سيما «قصر قرزيم» وما شهده أثناء النزاع القبلي آنذاك. وعن عزوف الشباب عن الصناعات التقليدية ارجعها مولودي إلى «مشاكل ذهنية» كون اغلبيتهم يتجهون نحو المشاريع الأكثر ربحا، مستغلا فرصة تواجد «الشعب» ليوجه نداء إلى السلطات المعنية قصد التدخل العاجل لربط «قصر قرزيم» بشبكة الانترنت نظرا للصعوبات التي تواجههم حيث يضطرون حسب ما جاء على لسان ذات المتحدث إلى تحمل عبء التنقل لمسافة 80 كلم للوصول إلى مقاهي الانترنيت. أما حمود عبد الوهاب الذي استغل النفايات المنزلية على غرار قارورات البلاستيك وغيرها في صنع منتوجاته حفاظا على البيئة فقال «نعمل على غرس ثقافة الصناعات التقليدية في روح أطفالنا الذين يقبلون بكثرة على تعلمها بالمركز العلمي للشباب والرياضة بأدرار»، ليطالب اغلبية المشاركين بمعارض خارج الوطن للتعريف بالتراث الوطني سيما وان تاريخ أية أمة لا يقدر بثمن.