دقت المصالح الطبية بولاية تلمسان ناقوس الخطر على خلفية ارتفاع الأمراض المزمنة بالولاية على رأسها مرض السكري، السرطان وتصلب الشرايين حيث ارتفعت النسب إلى درجات مخيفة بفعل غياب الكشف المبكر عن الأمراض ومعالجتها. وحسب المشرفين على معالجة مرض السكري بلغ عدد المصابين بهذا الداء على مستوى ولاية تلمسان 25 ألف مصاب، منهم 400 طفل متمدرس وتبقى هذه النسبة جزئية فقط بحكم وجود العشرات من المصابين لا يعلمون بإصابتهم بفعل غياب ثقافة التشخيص ما يجعل اكتشاف المرض بعد أن يكون وصل إلى درجة خطيرة يصعب التحكم فيه. من جانب أخر سجلت مصلحة السرطان والأورام السرطانية بمستشفى الدكتور تيجاني دمرجي الجامعي بتلمسان ارتفاع عدد الحالات الإصابة بهذا الداء حيث بلغت 700 حالة أي بارتفاع سنوي تجاوز ال10 بالمائة منهم 200 حالة تخص سرطان الكبد و200 حالة أخرى تخص سرطان القولون و150 حالة سرطان البنكرياس و150 حالة سرطان الثدي ، هذه النسب تبقى جزئية نتيجة غياب مركز مختص لمعالجة هذا الداء في ظل تأخر انطلاق مركز معالجة السرطان بشتوان الذي بلغت أشغاله نسبة ال85 بالمائة. وتسجل ولاية تلمسان ارتفاعا كبيرا في عدد المصابين بداء تصلب الشرايين خاصة لدى فئة النساء المستعملات لحبوب منع الحمل، وقد أكد الدكتور بوشناق خلادي جواد، رئيس مصلحة الأعصاب بمستشفى تيجاني دمرجي الجامعي بتلمسان هذا الطرح، حيث قال أن مصلحته سجلت 4800 حالة تصلب الشرايين في العشرية الأخيرة، مشيرا إلى أن نسبة الوفيات قد تقلّصت من نسبة 40 بالمائة سنة 2001 ، إلى 8 بالمائة في سنة 2012 ، لكن بالمقابل ارتفعت نسبة الشلل النسبي لدى المصابين إلى 70 بالمائة ونسبة 40 بالمائة، وذلك راجع لعدّة عوامل وأمراض جانبية التي تساعد على تنامي هذا المرض في الجسد، على غرار السكري والضغط الدموي وغياب الثقافة في الطعام وقلة الحركة أغلبها ناجمة عن تعاطي حبوب الحمل. ويقدر عدد المصابين بالضغط الدموي حسب الدكتور صاري شعبان 34 بالمائة، وتستقبل المصالح أكثر من 7 حالات جديدة شهريا مصابة بداء القلب، ومن 7 إلى 15 حالة تعرضت للشلل بفعل الحدث الدماغي وأغلب الإصابات لدى النساء عوض الرجال لعدة عوامل، أغلبها راجعة إلى التطور الطبي والمعيشي، ما رفع من فئة العمر وارتفاع نسبة الشيخوخة ، وكذا الأطعمة الخفيفة وقلة المشي والرياضة. و ذكرت الدراسات الطبية أن أغلب المصابين هم من النساء وغالبا ما تكون هذه الإصابات بعد سن اليأس نتيجة تأثير موانع الحمل التي تكون سببا في تشكيل صداع لدى المرأة، ودعا المختصين وزارة الصحة بالتدخل العاجل من أجل التكفل بالمصابين وبحث سبل علاج هذه الأمراض قبل تفاقمها.