تعد السوق الموازية، بمثابة الأرضية الخصبة بامتياز لترويج السلع المنتهية الصلاحية، المقلدة والمغشوشة والتي تلحق أضرارا بليغة بصحة وسلامة المستهلك الجزائري، هذا الذي وفي محاولة منه لادخار بعض المال على مقتنياته يعرض جسمه لمخاطر الأمراض من كل نوع. وفي غياب الرقابة المشددة على البؤر الخطيرة هاته، والتي تتمثل حسب ضيف «الشعب»، محفوظ حرزلي، في مصالح النظافة للبلديات بمعية مصالح الأمن، يبقى للأسف المواطن فريسة سهلة لكل المخاطر. بالنظر إلى هذا الوضع الخطير، الذي يحمل المستهلك قدرا كبيرا من المسؤولية فيه، كونه حسب ما كشفه حرزلي، أصبح ينصاع طوعا وراء ما تعرضه الأسواق الموازية والتجار غير شرعيين من مواد غذائية منتهية الصلاحية، والفاسدة، ومستحضرات التجميل ومواد التنظيف المقلدة والمغشوشة، جاعلا من ذلك عادة تطبع بها أغلبية المجتمع بغد النظر عن المركز الاجتماعي أو المستوى الثقافي. وعن الوسائل والإجراءات التي يمكن اتخاذها للتحكم أو التخلص كليا من هذه الظاهرة، وهذه السلوكيات التي أصبح يعتمدها المستهلك الجزائري والمضرة جدا بصحته، يرى رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك، «ضرورة تكثيف عمليات التحسيس والتوعية، على أن تلعب مصالح الأمن والرقابة المعنية دورها بالموازاة». وأكد ضيف الشعب في هذا الصدد، أن القانون الجزائري هو من ضمن القوانين الأكثر إلماما بموضوع حماية المستهلك، حيث يخول للجمعيات الناشطة في هذا المجال الحق في التأسيس كطرف مدني أمام المحاكم حين يتعلق الأمر بقضايا تهم صحة المستهلك. لكن، أضاف قائلا «أنه ومنذ مزاولة نشاطه في هذا المجال، يحاول الاتحاد بقدر الإمكان أن تحل المشاكل المطروحة بالطرق السلمية، أو عن طريق اللجوء إلى وزارة التجارة، على أن تبقى المحاكم الحل الأخير ». هذا, وشدد حرزلي على ضرورة وأهمية أن «يعرف المستهلك حقوقه، وأن يتقدم بشكاويه عن طريق رسائل خطية كوثائق تساعد الجمعيات على التحرك للدفاع عنه». إلتفاتة للقاطنين بالأحياء الجامعية وتطبيقا لعمليات التوعية في الميدان أطلق الاتحاد الوطني لحماية المستهلك حملة تحسيسية حول مخاطر الحوادث المنزلية والتي تهدف، حسب حرزلي إلى توعية الطلبة والمقيمين حول أخطار استعمال المدفآت الكهربائية والطهي بواسطة قارورات غاز البوتان داخل الغرف، دون احترام أو توفر أدنى شروط السلامة. وكشف ضيف «الشعب»، في هذا السياق «أن أول انطلاقة للعملية كانت الخميس الماضي من الإقامة الجامعية لباب الزوار، بالتنسيق مع الاتحاد العام للطلبة الجزائريين، حيث نظم لقاء مع الطلبة ولاق تجاوبا كبيرا منهم». وستمس الحملة التحسيسية كل الإقامات الجامعية على المستوى الوطني، بهدف تفادي مستقبلا الحوادث الأليمة التي شهدتها بعض الأحياء الجامعية من اندلاع حرائق، واختناقات بالغاز وغيرها، ومس بالكهرباء. وعن مهام الاتحاد الأخرى، كشف ضيف «الشعب» انه «يتم في بداية كل سنة تنظيم وبرمجة لقاءات توعوية في المدارس والمؤسسات التربوية حول مخاطر التسممات الغذائية، الحوادث المنزلية وكذا مخاطر الآلات الحادة والكهربائية، وعدم احترام شروط حفظ مواد التنظيف، كما تحتفي كل الجمعيات المنظوية تحت لواء الاتحاد الوطني باليوم العالمي لحماية المستهلك المصادف ل 18 مارس من كل سنة». وقد كشف ضيف الشعب أن الاحتفائية لسنة 2014 ستكون انطلاقا من ولاية غرداية. لجان متخصصة لدراسة كل المجالات وكشف ضيف «الشعب»، أن الاتحاد الوطني لحماية المستهلك، قرر وضع لجان متخصصة في مجالات متعددة كالإلكترونيك، الالكتروميكانيك، الصناعة الغذائية، تضم مهندسين، وأطباء ومختصين على سبيل المثال في مجال التغذية، والتي من مهامهم وضع دراسات ومتابعة قطاعات ومواد استهلاكية كل حسب اختصاصه، كي تتضح الرؤية أكثر وتوضع إستراتيجية عقلانية للحد من الأخطار المحدقة بصحة المواطن. وأوضح حرزلي في رده على سؤال متعلق بتكتيف الجهود والمساعي لحماية المستهلك بالتنسيق والتشاور والتعاون مع هيئات أخرى ترافع هي الأخرى من أجل القضاء على التجارة الموازية قائلا أنه قد سبق وقام الاتحاد بالتنسيق مع كل من الاتحاد العام للعمال الجزائريين والمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي بدراسة ميدانية حول ملف الأسواق الفوضوية وانعكاساتها السلبية على صحة المستهلك والحد من أضرارها على صحة المواطن وعلى الجباية أيضا. وأشاد ضيف «الشعب» في هذا السياق بالفرصة الطيبة التي قدمها المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع المدني بإشراكه في مناقشة مشاكل المجتمع والمواطن الجزائري والتعبير عن نظرته واقتراحاته لإيجاد حلول لها، وذلك منذ تولي رئاسته من قبل بباس محمد صغير.