تختلف الوجهة التي يفضلها سكان بشار من أجل قضاء يومياتهم الصيفية التي تغلب عليها درجات الحرارة المرتفعة لترهن بذلك خيارات الترفيه في المنطقة من أجل قضاء صيف منعش وممتع، وتجعلها منحصرة في جرف سد التربة بالقنادسة أو الأحواض المائية و الأودية أو واحات النخيل الموجودة بهده المنطقة القاحلة. ويبقى موسم الاصطياف بالنسبة لشباب بشار حلما بعيد المنال في ظل غياب الإمكانيات المادية، لذلك فهم يهربون من لفحات أشعة الشمس الحارقة التي تتجاوز في غالب الأحيان ال 50 درجة إلى الواحات والسباحة في الأحواض المائية المخصصة لسقي النخيل أو بالأودية أو التنقل إلى سد جرف التربة بالقنادسة، حيث لا يتوان أغلبهم قطع مسافة تفوق 130 كيلومتر بحثا عن الاستجمام رغم خطورة المكان بسبب امتلائه بالأوحال التي وصل ارتفاعها 150 متر، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى الغرق، وهي حالات تسجل كلما حل موسم الصيف، يذهب ضحيتها شباب تهور من أجل ساعة استجمام ومتعة. كل التفاصيل نجدها في هذا الاستطلاع الذي قامت به "الشعب". يبحثون عن الاستجمام في كل مكان وقال السيد العوفي في هذا الصدد: "أنا أحب سد جرف التربة أكثر من البحر إلا أن المسؤولين ببلدية القنادسة لم يفكروا إلى يومنا في استثمار هذا الموقع السياحي، فبدل انتعاشه بالمخيمات والمحلات ومختلف النشاطات التي تزيد من إقبال السكان عليه حتى من خارج الولاية تركوه مهملا بلا عناية". أما "أحمد" فيقول عن تاغيت: "لا يمكن الهروب من هذا الواقع المر الذي أعيشه وأتعايش معه طيلة سنوات في انتظار الحل، فهذه يوميات الشباب القاطنين بالبلديات النائية، فهم يتخبطون في أزمة بطالة معقدة حتى أصبح العمل بالنسبة لهم حلما يصعب تحقيقه فتراهم يقضون أيامهم بواحات النخيل وبين أشعة الشمس الحارقة والمرتفعة، بينما هم في حاجة ماسة إلى المال والاستقرار في الحياة". كما كان ل "الشعب" حديث مع عمي "موسى" الذي كان مرفقا بعائلته المتكونة من 4 أفراد في يوم فاقت درجة الحرارة ال 46 درجة، وهو بصدد البحث عن مكان للترفيه عن النفس والترويح عنها، وحملنا مسؤولية نقل ندائه وتبليغ رسالة للسلطات المعنية، وهي أن شباب بلديات بشار الواحدة والعشرين وأبناء الجنوب عموما يعانون كثيرا من قلة المرافق إن لم نقل انعدامها في فصل الصيف، كما طلب من المسؤولين الساهرين على السياحة التفكير في سد جرف التربة ليكون قطبا سياحيا لخدمة الزائرين والترويح عنهم، كما استغل الفرصة لتقديم شكره لرجال الدرك اعترافا بالمجهودات التي يبذلوها من أجل راحتهم. وعادة ما تدفع قلة الإمكانيات المادية والبطالة ببشار الشباب وحتى الصغار إلى سد جرف التربة والأحواض والأودية للاستمتاع بالسباحة غير مبالين بالموت الذي يتربصهم في كل لحظة، ضف إلى ذلك غياب النشاطات الترفيهية بالبلديات أو الأماكن العمومية المخصصة للعائلات التي تكاد تكون منعدمة ببشار، فماعدا مركز الترفيه العائلي العسكري الذي لا يبخل على العائلات قضاء أوقات مريحة به، لا يوجد مكان آخر بالإمكان التوجه إليه، فدور الشباب أغلقت أبوابها في وجه هذه الفئة. ولا يجد الشباب الذين رافقتهم "الشعب" إلى سد جرف التربة سوى هذا المكان للهروب من حرارة الشمس المرتفعة، وقضاء ساعات ممتعة والاستمتاع ببرودة مياهه العذبة أو ممارسة هواية الصيد. سائقون يستغلّون حاجة الشّباب إلى الاستجمام وينقل أصحاب سيارات الأجرة والحافلات الشباب الراغب في السباحة أو صيد السمك إلى جرف التربة مقابل مبلغ مالي يحدده السائق مسبقا، دون أن يفكر في نصحهم بخطورة المكان، خاصة وأنه سبق أن هلك العديد منهم غرقا، فتنقلب الفرحة إلى حزن، والسبب هو أن السدود والأودية والحواجز المائية الخيار الوحيد لهؤلاء. وجرت العادة في المنطقة أن كل من يرغب في ممارسة الصيد او السباحة بسد جرف التربة أو السد الصغير الموجود بالعبادلة برمجة رحلة رفقة أصدقائه لقضاء يوم واحد في القنادسة أو العبادلة، أين يكون الانطلاق على الساعة الخامسة صباحا، أما العودة فتكون على الساعة السابعة مساءًو والملاحظ أنّ السّعر المتّفق عليه غالبا ما يكون في متناول الجميع. كما جرت العادة بمجرد عودتهم من رحلة الاستجمام الجلوس في حلقات يرتشفون الشاي ويتبادلون أطراف الحديث الذي يتمحور حول الرحلة ثم ممارسة لعبة السيق المفضلة لدى أهالي المنطقة.