دعا الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند أمس، إلى رد "جماعي" و«حازم" في مواجهة الإرهاب "الذي نحاربه"، جاء ذلك أثناء تقديم تمنياته إلى أعضاء السلك الدبلوماسي في قصر الإليزيه.وأشار هولاند إلى المجازر التي ترتكبها جماعة بوكو حرام المتطرفة في نيجيريا والتي اعتبرها "جريمة بحق الإنسانية". وفي وقت سابق، حث الرئيس الفرنسي، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، على العمل معا "لإيجاد الرد اللازم" بعد الاعتداءات التي استهدفت فرنسا الأسبوع الماضي. وقال هولاند: "تعرضتم أنتم (مخاطبا وزير الخارجية الأميركي) لاعتداء إرهابي استثنائي في 11 سبتمبر 2001، وتدركون ما يمثله ذلك بالنسبة إلى الدولة". وتابع: "علينا أن نعمل معا لإيجاد الرد اللازم، وهذا هدف لقائنا اليوم، بالإضافة الى الصداقة التي تم التأكيد عليها". وأكد كيري أن واشنطن "تشعر بألم" الشعب الفرنسي، وكان قد برر غيابه عن المسيرة التاريخية ضد الإرهاب الأحد الماضي في باريس بانشغاله في جولة آسيوية شملت الهند وباكستان. وقام رئيس الدبلوماسية الامريكية مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس بوضع باقة من الزهور أمام المتجر اليهودي حيث قتل مسلح أربعة أشخاص خلال عملية احتجاز للرهائن، ثم أمام مقر صحيفة "شارلي ايبدو" حيث قتل 12 شخصا. هذا وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أكد الخميس أن المسلمين في العالم هم أول ضحايا التطرف والأصولية وعدم التسامح. وقال أثناء كلمة ألقاها في معهد العالم العربي بالعاصمة باريس "إن التطرف يتغذى من كافة التناقضات والتأثيرات والآلام، ومن كافة أشكال غياب المساواة، ومن كافة النزاعات التي ظلت طويلا بلا حل". وشدد على أنه يريد أن يدرك المسلمون الذين يعيشون في فرنسا أن لهم الحقوقَ والواجبات نفسها كباقي المواطنين الفرنسيين، كما أن عليهم احترام الجمهورية، مذكرا بأن من بين القيم هناك قيمة لا تقبل الجدال.. إنها الحرية والديمقراطية. مداهمات واعتقالات في الأثناء، اعتقلت الشرطة الفرنسية ليل الخميس إلى الجمعة، 12 شخصا في المنطقة الباريسية، في سياق التحقيق حول الاعتداءات الاخيرة. وأفاد مصدر قضائي فرنسي أن الموقوفين وهم تسعة رجال وثلاث نساء سيتم استجوابهم حول أي دعم لوجستي محتمل قد يكونوا قدموه لمنفذي الاعتداءات خصوصا لجهة الأسلحة والسيارات، وقال أن المداهمات لازالت مستمرة في اطار التحقيقات المتواصلة للاحاطة بفصول هجومات باريس. وتزامنا مع الاعتقالات في المنطقة الباريسية، حصلت مداهمات وعملية اعتقال في "الأوساط الإسلامية" في برلين، كما أعلنت الشرطة الألمانية،، ما أسفر عن توقيف زعيم مجموعة كانت تخطط لشن هجوم في سوريا، حسبما أفادت الشرطة. وفي بلجيكا، أعلن وزير الخارجية جيكي ديدييه ريندرز، أمس، أن عمليات "مكافحة الإرهاب" التي باشرتها الشرطة الخميس في مدينة فيرفيي شرقي البلاد "انتهت على الأرض، في حين رفعت السلطات درجات التأهب بعد هذه العملية التي أدت إلى مقتل شخصين واعتقال آخر". وفي سياق متصل، قال ديدييه ريندرز إن عددا كبيرا من المداهمات جرت في مجمل أنحاء البلاد، موضحا أنه في فيرفيي قام الأشخاص الثلاثة العائدون من سوريا بإطلاق النار على قوات الأمن التي ردت عليهم، مما أدى إلى وقوع معارك عنيفة.