أجمع أمس، الأطباء المشاركون في اليوم الدراسي المنظم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السرطان بباتنة، على ضرورة التكفل الجيد بالمصابين وتوفير العناية اللازمة لهم، حيث كشفوا من خلال مداخلاتهم عن مدى التقدم الكبير الذي تحقق في مجال نشر التوعية بأهمية الكشف المبكر عن مرض السرطان وذلك باستخدام عدد من الوسائل لنشر ثقافة الكشف المبكر ومن ثم تفادي هذا المرض أو القضاء عليه في حالة اكتشافه. جاء ذلك خلال يوم دراسي نظمته جمعية "أمل" لمرضى السرطان لولاية باتنة احتضنه مستشفى مكافحة السرطان بباتنة، حيث أعقبته ندوة صحفية بحضور مدير الصحة ومدير المستشفى إضافة إلى الأسرة الإعلامية وأطباء مختصين في المجال على غرار البروفيسور سعيدي التي تحدثت مطولا على هذا الداء. وقد دافعت رئيسة الجمعية الدكتورة شبعاني فوزية، عن حقوق مرضى السرطان التي يكفلها القانون من حق وضمان العلاج في القطاع العام مع ضرورة تعويض المريض للمصاريف الباهظة التي ينفقها خلال فترة العلاج من طرف الضمان الاجتماعي، مؤكدة في السياق ذاته بأن المريض يحتاج إلى رعاية نفسية مكثفة ودعم عائلي ومن المحيط أيضا، مضيفة بأن الدعم المعنوي والرعاية النفسية تمثل ثلث العلاج. وعرجت شبعاني في حديثها على ضرورة رفع الوعي بمخاطر هذا المرض والتعريف بسبل الوقاية وطرق العلاج المستند أساسا على الكشف المبكر للداء، وأوضحت بأن جمعية أمل بالولاية ساهمت هي الأخرى في تخفيف محنة أولئك الذين يعانون من السرطان ويتعذر عليهم تحمل تكاليف السفر، فالمبادرة حسبها لعبت دورا أساسيا في الحد من التخلي عن العلاج والمتابعة وتحسن ظروف حياة المرضى وعائلاتهم وشددت على أهمية تكوين ورسكلة المستخدمين الطبيين وشبه الطبيين لمسايرة التطور الحاصل في ميدان الطب وتوعية المواطنين بخطورة هذا المرض وتوفير فرص العلاج والأدوية لشريحة المصابين بمرضى السرطان. بالمقابل أكد مادوي عيسى مدير مستشفى مكافحة داء السرطان بباتنة بأن هذا الأخير يتكفل بمرضى الناحية الجنوبية الشرقية من الوطن لاسيما ولايات باتنة، خنشلة، أم البواقي وبسكرة وكذا تبسة ويتوفر المركز على 240 سرير إلى جانب توفره على فندق لاستقبال مرافقي المرضى، كما يتضمن هذا المركز الذي أنجزت بعض أجزائه منها ذلك الذي سيستقبل المسرعات الثلاثة للجزيئات وفق المقاييس الأمريكية مصلحة لزرع النخاع الشوكي التي تعد الثالثة من نوعها على الصعيد الوطني. وللتذكير فإن ولاية باتنة تصنف من المناطق الأولى وطنيا من حيث ارتفاع نسبة الإصابة بداء السرطان، وهو ما خرج من دائرة إحصائيات المصالح الطبية وبات معروفا لدى العوام من الناس، لكثرة ما يسمعون بوفيات يكون الداء الخبيث سببا مباشرا لها، دون وجود دراسة علمية تضبط أسباب الظاهرة وتعمل على مجابهتها، ولا يتوقف الناس عن التشخيص العشوائي للأسباب بحسب ما يقفون عليه من المشاكل التي تهدد الصحة العامة بالولاية، ويعلق المرضى وذويهم آمالا كبيرة على هذا المستشفى لوضع حد لرحلتهم الشاقة طلبا للعلاج في مناطق وولايات أخرى وحتى خارج الوطن لاسيما وأن هذا الصرح الصحي يضم العديد من الأقسام على غرار مصلحة الاستشفاء اليومي وكذا مصلحة الطب النووي ومصلحة التداوي بالأشعة وقسم متخصص كذلك لإجراء العمليات دون أن ننسى القسم الخاص بمعاينة الدم في الوقت الذي بلغت فيه قيمة التجهيزات الاستشفائية التي تخص عمل هذا المستشفى 1مليار لتكون القيمة المالية الإجمالية لهذا المرفق 500 مليار سنتيم، ويأتي فتح المركز مدعما بكافة التجهيزات والوسائل الطبية الخاصة بذلك مما سيكفل العناية الطبية للمرضى بالمنطقة بالإضافة إلى وضع حد لمعاناة تنقل المرضى إلى جانب استقبال المرضى القادمين من مختلف الولايات المجاورة.