في خضم الأحداث السياسية المضطربة التي تشهدها عديد الدول العربية، عرض مهرجان وهران السينمائي الفيلم الوثائقي «أنا مع العروسة»، الذي ألهب أحاسيس الجمهور في قاعة السينماتيك ونال رضا واستحسان الجمهور الحاضر. وقد جمع الفيلم الفلسطيني - الإيطالي، «أنا العروسة» بين أعلى مشاعر الأسى ومتعة بصرية، تتخللها ابتسامات ممزوجة بالحزن والألم. يتميز الفيلم الفلسطيني - الإيطالي عن غيره من الأفلام الوثائقية، بأن مخرجيه خالد الناصري وأنتونيو أوغوليارو وجابريلي دل غراندي، قاموا بالفعل بتهريب 5 لاجئين فلسطينيين سوريين من إيطاليا إلى السويد، ووثقوا الرحلة الخطرة التي استمرت 4 أيام. وبعد عرض الفيلم، قال المخرج الفلسطيني، خالد سليمان ل «الشعب»، «لحسن الحظ، لم أتعرض لأيّ مضايقات بعد عرض الفيلم»، وقال إنّ الفيلم عرض في البرلمان الأوروبي وكان واحدا من أهم محاور النقاش لقضايا الهجرة بالبرلمان. وأشار خالد، إلى أن تمويل الفيلم اعتمد على تبرعات الجمهور، مؤكّدا أن فريق العمل جمع في مدّة لا تتعدى ثلاثة أشهر 200 ألف يورو. مع العلم أنّ فريق العمل طالب فقط ب57 ألف أورو، ويعدّ بذلك أكبر فيلم يموّل عن طريق التمويل الجماعي بتاريخ السينما الإيطالية والتاريخ الأوروبي، كما حصل الفيلم على مساهمة من مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية. وأكّد أنّ نفس المتحدّث، أنّ هذا العمل صاحبته حملة إعلامية كبيرة، موضحا أنّ فريق العمل اعتمد في تجسيد الفيلم على خدعتين، أولا أنّ الشابة التي مثلت دور العروسة، فلسطينية سورية، تحمل الجنسية الألمانية منذ صغرها، وكذا الاعتماد على التصوير استنادا إلى رخصة. مع العلم أن قصة الفيلم، قد بدأت عندما التقى صنّاع الفيلم بفلسطيني في مدينة ميلانو الإيطالية، روى لهم قصة وصوله إلى البلاد على متن قارب غرق معظم ركابه خلال الرحلة، ثم طالب منهم مساعدته في الوصول إلى السويد. بعد هذا الحديث، قرر مخرجو الفيلم مساعدة 5 لاجئين في الوصول إلى السويد من خلال «زفّة» عرس، أملاً في إبعاد شكوك السلطات، إذ تصل عقوبة مثل هذا الجرم إلى السجن 15 عاما. تجدر الإشارة أن مخرج الفيلم بصدد تصوير فيلم بتونس حول قضية أسباب الهجرة الأساسية.