أبدى وفد الكونغرس الأمريكي الذي استضافته جريدة »الشعب« الأربعاء الماضي مساندته لكفاح الشعب الصحراوي من أجل استرداد حقوقه الوطنية المشروعة وتقرير مصيره وفق ما أقرته المواثيق الدولية في هذا الشأن. هذا الموقف لهذا الوفد يترجم حقا الانشغال العميق الذي يبديه كل التواقين الى رؤية هذا الشعب القادم على احياء موعد هام في مسيرته الوطنية الأولى في الذكرى ال 33 لاعلان الجمهورية الصحراوية الديمقراطية يوم 27 فيفري، حرا يتمتع بسيادته الوطنية الكاملة التي استلبها منه المغرب في يوم من أيام المسيرة السوداء. هذا الوفد الأمريكي كان صريحا ومباشرا في الاشارة الى القضية الصحراوية وتعاطفه مع الشعب الصحراوي في نضاله المستميت ضد آلة القمع المغربية التي تريد تكميم أفواه هؤلاء المناضلين البواسل الذين يتصدون يوميا لسموم الدعاية المغربية التي تريد ابتلاع هذا الشعب ومحوه من الخريطة المغاربية. مطالبا الشعب الصحراوي في تقرير مصيره لا يمكن لأحد أن يجعلها مطية لتحقيق مآربه السياسية على الصعيد الدولي وهذا ما يتفنن فيه المغرب الذي يتحرك بشكل عشوائي عبر المعمورة لتشويه صورة البلدان التي تؤمن ايمانا قاطعا بأن الشعب الصحراوي يحتاج فعلا الى أن يكون مستقلا يمارس حقوقه الوطنية التي وردت في كل مواثيقه. هذه الحملة المغربية المنافية لأدنى الاخلاقيات السياسية تستعمل كل الوسائل المتاحة لها، واستدعى الأمر أن يتوصل البعض الى شراء المواقف السياسية بحفنة من الأورو والدولارات ويمارس المزيد من الضغط على بعض البلدان لسحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية، ناهيك عن تصرفات أخرى غريبة جدا أقلقت العديد من الدول المحبة للأمن والسلم الدوليين منها الدول الغربية. لذلك ثارت ثائرة كل غيور على مبدأ تقرير مصير الشعوب منها خاصة تقرير مصير الشعب الصحراوي، ومن الخطأ الفادح الاعتقاد بأن هناك بلدا يساير المغرب في طرحه الخاص بالحكم الذاتي هذا غير صحيح لأن ما يسمى بأطروحة الحكم الذاتي مطبقة نظريا في مساحة محددة جدا ألا وهي العيونالمحتلة فقط. هذه الحقائق وأخرى يجب أن تذكر للرأي العام لتنفيذ المزاعم المغاربية حول الصحراء الغربية، ووفد الكونغرس الأمريكي الذي زار جريدة »الشعب« اطلع على هذه الحقائق منها بالاضافة الى كل ما ذكرناه الاحتلال الهمجي للأراضي الصحراوية والاستغلال الفاحش وغير الشرعي لثرواتها. كل ما يقوم به المغرب اليوم هو تشويه الحقائق في المنطقة والحاق الضرر المعنوي بالجزائر خاصة. وهذه أشياء ليست بجديدة لكنه نسي المغرب قاعدة بديهية وهي أنه أخذ جزء من الأراضي الصحراوية هذا صحيح لكنه لم يستطع أخذ الشعب الصحراوي الذي يقرر في أي لحظة استرجاع تلك الأراضي وهذه المعادلة التي عجز المغرب عن هضمها وفهمها.