دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، من البليدة، الأئمة إلى التحلي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن يكونوا «صمام أمان» للتصدي للأفكار الدخيلة على مجتمعنا والتي تهدف إلى نشر الفتن والفكر المتطرف، باسم حركات وفرق لا تفقه في أمور الدين الصحيح. كشف عيسى في مداخلة أمام مسؤولي قطاعه والأئمة، أمس، عن مشروع إصدار نصوص قانونية، تحصّن ديننا الحنيف أكثر ضد النحل والفرق التي تريد استغلال الدين في التفرقة ونشر أفكار التطرف. داعيا بوجه خاص الأئمة إلى أن يكون صمام أمان لحماية عقول شبابنا ونشر حقيقة الإسلام، الموروث عن سلفنا الصالح. أضاف بالقول، إن هذه النصوص ستحمي مساجدنا، وتجعل منها مصادر إشعاع وعبادة فقط، وأن الرسالة الحقيقية المرجوة من تلك الأماكن المقدسة هي الدفاع عن حقيقة ديننا فقط، ضد كل فكر «تشيعي أو بهائي أو صهيوني أو داعشي أو تكفيري»، وقال إن فيه مخابر دولية تستغل عقول الشباب من المغرر بهم، في الترويج لنوع من المخدرات، تجعل منهم بمثابة «آلات قتل». وشرح نفسيات هؤلاء المغرر بهم حين قال إنهم لا يفقهون من الدين شيئا، سوى أنهم مجرد أدوات للقتل «لنيل فضل الشهادة»، وهو الطرح المخالف لحقيقة الإسلام، بدليل أن مثل هذه الفرق المتطرفة والتي تدعي تبنيها فكرا سليما مستمدا من الإسلام، هي لا تفرق في بيع البترول للعدو الصهيوني مثلا. وعاد بالحديث أن الإسلام في الجزائر روحي وصاف، وهو مرجعية لا تشوبها أي أفكار متطرفة، يستمد من مصدر سليم وصحيح. وأوضح أن فيه أطراف أمريكية وحتى كندية، بدأت تسأل عن حقيقة الدين في بلادنا وكيف أننا تمكنّا من تجنيب بلادنا أخطار الوقوع في التهديدات الخارجية والحروب، عكس بعض الدول الأخرى، ليعود بالقول إن الإسلام عقب أحداث «شارلي إيبدو» والرسوم الكاريكاتورية ضد نبيّنا الكريم، زادت في دخول غربيين في الإسلام بأعداد ملفتة، لأنهم أدركوا حقيقة الإسلام والحقائق التي يحملها للإنسان من قيم سامية وأخلاق عالية، وأن الأحداث الأخيرة التي ضربت فرنسا، قال إن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لا يشكل مرجعية وصورة وتمثيلا حقيقيا للإسلام، وبين أن فيه نوايا سياسية وتوسعية واستخباراتية، تستغل الإسلام للتشويه وزرع الفتنة.