يعيش الجنوب الكبير اليوم، نقلة نوعية في مجال نشاط المرأة وخروجها إلى العمل وممارستها النشاط السياسي والاقتصادي والجمعوي بصورة مكثفة وغزيرة، في محاولة منها تدارك التأخر الذي عاشته في هذا المجال بسبب الأعراف والتقاليد. كما تعرف المنيعة، الولاية المنتدبة، مؤخرا، نشاطا نسويا مكثفا، تتجلى نتائجه على كافة الأصعدة، اجتماعية، ثقافية، سياسية واقتصادية. من بين النسوة اللاتي برهنّ أن مجال العمل والنضال السياسي والنشاط الجمعوي، فضاء يمكن فيه للمرأة الصحراوية والجزائرية، أن تعطي فيه الكثير وترفع عديد التحديات، السيدة بن عبد الرحمان دليلة، التي استضافتها «الشعب». بن عبد الرحمان دليلة، من بين النساء اللواتي تحدين كل الصعاب وفضلن الخروج إلى الحياة العملية والساحة السياسية لتمثيل المرأة الصحراوية عامة وبنت المنيعة خاصة، والدفاع عن حقوقها ومكتسباتها ومساعدتها على أخذ فرصها في التعليم والصحة والعمل والعيش الكريم. وأشادت ضيفة «الشعب»، بالجهود الجبارة والنتائج المرموقة التي تحققها المرأة الصحراوية اليوم، وهي التي خاضت غمار المقاولاتية ومجال الأعمال. وكشفت عن ميولها الإبداعية ومواهبها في مجال الفن والثقافة والأدب والصناعة التقليدية، الى جانب نشاطها في المجال التطوعي التحسيسي، بهدف تحسين واقع المرأة عامة والريفية خاصة. بن عبد الرحمان دليلة، هي أمينة ولائية وعضو مجلس وطني في الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، وكذا أمينة ولائية للمرأة وشؤون الأسرة والطفولة بحزب تجمع أمل الجزائر (تاج)، وهي أيضا موظفة بإدارة مستشفى المنيعة. عن نشاطاتها الجمعوية، تحدثت بن عبد الرحمان قائلة: «إنها تخص بالدرجة الأولى المرأة والأسرة وتتمثل في إحياء اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس من كل سنة، عن طريق تكريم النساء الفاعلات في المجتمع، وتنظيم مداخلات ولقاءات تحسيسية توعوية حول المرأة المبدعة، المنتجة، المربية والحرفية». من بين النشاطات الهامة التي شاركت فيها ضيفة «الشعب»، بالتنسيق مع رئيسة جمعية التنظيم العائلي لمكتب غرداية وبمشاركة نخبة من الأطباء تقول: «يوم علمي، توعوي، تثقيفي ووقائي، خاص بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، وكيفية التعامل مع هذا المرض الفتاك، صحيا ونفسيا». وقد شملت العملية، التي نظمت تحت الرعاية السامية للسيد وزير الصحة والسكان، بالتنسيق بين الاتحاد النسائي وجمعية التنظيم العائلي وجمعية الشفاء للأمراض التنفسية 160 امرأة أغلبهن من المناطق النائية، هذا بقدر الطاقات والإمكانات المتوفرة، على أن توسيع العملية في المرأة القادمة لتشمل أكبر عدد ممكن من النسوة». ودائما في المجال الصحي، كشفت بن عبد الرحمان عن مشاركتها في الحملة التحسيسية التي شهدتها المنيعة وضواحيها، تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة مرض الإيدز، أين كانت لها، بحسب تصريحها، «مداخلة تحسيسية، توعوية بالتنسيق مع جمعية التنظيم العائلي حول المرض وطرق الوقاية، هذا بين شوطي مباراة كرة اليد النسوية التي جمعت النادي الرياضي النسوي المنصورة والنادي الرياضي النسوي بالمنيعة.'' وأحياءً للمولد النبوي الشريف وبنفحات محمدية قمت، تضيف بن عبد الرحمان، «بتنظيم مسابقة دينية حول سيرة الرسول (ص) للأطفال وبعث الفرحة في نفوسهم وتلقينهم أصول الدين بطرق ترفيهية، كما كانت أيضا المناسبة فرصة لتقديم مداخلة حول خطر المفرقعات على صحة الطفل من تنشيط مجموعة من المهرجين». وتشجيعا للمرأة المبدعة والحرفية الواعدة، نظمت بن عبد الرحمان، شهر مارس الفارط، معرض الصناعة التقليدية، شاركت فيه 68 عارضة. وجاءت التظاهرة، التي لاقت استحسانا كبيرا من سكان المنطقة، على هامش فعاليات القصر القديم بالمنيعة والذي نظم لأول مرة منذ ثمانينيات القرن الماضي تحت الرعاية السامية لوالي غرداية والوالي المنتدب للمنيعة». في سياق آخر، كشفت بن عبد الرحمان عن برنامج ثري من النشاطات الفنية والفكرية والخيرية والاجتماعية بمناسبة شهر رمضان الفضيل، بمشاركة الجمعيات التي تهتم أكثر فأكثر بترقية المرأة وتحفيزها على المشاركة في كل ما يهم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمنطقة والوطن.