أصبح الطريق السيار في الجزائر يطرح العديد من التساؤلات حول مدى مطابقته للمقاييس العالمية حيث وبعد تدشين العديد من الأجزاء ظهرت العديد من العيوب التي تعكس مدى إخلال الشركات التي أنجزت المشروع بالشروط المتفق عليها،وللتأكد من صحة شكاوى بعض المستعملين للطريق السيار شرق غرب قامت ''الشعب ''بزيارة استطلاعية للجزء الرابط بين العاصمة والبويرة وتأكدت من النقائص التي تعكر صفو السائقين والتي تتسبب بدورها في العديد من حوادث المرور خاصة للذين لا يستعملون الطريق كثيرا. لفت انتباهنا في الطريق السريع رقم 5 الرابط بين الجزائر وقسنطينة العديد من النقائص ففي باب الزوار لا ندري من وضع لافتة ضوئية الكترونية تتضمن العديد من المعطيات، حيث تشير إلى المطار وقسنطينة وأمور أخرى تمر عن طريق شريط وهو ما من شأنه أن يتسبب في كوارث فقد يلجأ بعض المسافرين إلى التقليل من السرعة لقراءة ما يوجد في اللافتة خاصة إذا لم يصادف مروره ما يبحث عنه، ويظهر أن تلك اللافتة تصلح أكثر للمساحات الإشهارية وليست للطرقات. وأخطر ما صادفناه كذلك هو كثرة الارتدادات في الطريق السيار فالسيارة أو المركبة تدخل في موجة ارتدادات وهزات عنيفة تكشف عن غياب معايير التزفيت العالمية ومراقبة توزان الطريق فالاختلال كبير ونلمح مدى ميل الطريق بصفة كبيرة ما يجعل المركبات والسيارات في حالة عدم توازن وهو ما يجعل السائق ينقص من السرعة التي يسمح بها القانون فالطريق الرابط بين الأخضرية والبويرة يحتاج للكثير من المراجعة والترميم من خلال دراسة كافية وشاملة تأخذ بعين الاعتبار المعطيات المناخية وطبيعة الأرض وقدرتها على استيعاب العدد الهائل من المركبات التي تعبر الطريق يوميا. ومن النقائص التي لاحظناها هو ضعف عمليات الربط بين الأجزاء القديمة والجديدة حيث تجبر السيارات والمركبات على إنقاص السرعة كثيرا للتفادي الارتدادات العنيفة التي تؤثر سلامة المركبات وتدفعنا هذه النقائص لاستخلاص عدم احترافية الشركات المنجزة للمشروع وقد تكون هذه النقائص كذلك ناتجة من الضغط الكبير الذي تعرضت له هذه الشركات لاستكمال الأجزاء في أوقات محددة تتجاوز طاقتها وهو ما أدى إلى ظهور تلك العيوب في أوقات قصيرة بعد تسلم المشاريع. وفي سياق متصل شرعت إحدى الشركات في الجزء الذي يعبر ولاية البويرة في إزالة الزفت بعد مدة قصيرة وتسببت الأشغال في تعطيل حركة المرور وتمتد الأشغال في هذه المنطقة على عشرات الكيلومترات وهو ما سيزيد من الضغط على الطريق المستعمل وقد يتعرض الزفت إلى أضرار جسيمة وعليه فالأشغال وأعمال الترميم يجب أن تراجع حتى نتفادى أخطاء السنوات الماضية. ومن الأشياء التي تدعو إلى التساؤل هو الورشات العشوائية التي شاهدناها فمثلا على مستوى الأنفاق التي تسبق الجسر العملاق وجدنا ورشة بداخله وبأحد العمال يحمل علاما أحمرا والسيارات تمر بسرعة كبيرة جدا قد تحدث كارثة إذا وقع أي حادث للمرور . ويذكر أن الطريق السيار شرق ؟ غرب أثيرت حوله العديد من التساؤلات حول مدى إمكانية استكماله في المواعيد المحددة والتحكم في نفقاته التي تضاعفت عديد المرات وهو مايجب أن يعاد فيه النظر.