مناظر طبيعية خلابة وهدوء يسحر الزوار عرف المعلم السياحي «تيكجدة» الواقع بأعالي ولاية البويرة إقبالا كبيرا من قبل السياح وبالخصوص القادمين من العاصمة، لا سيما بعد أيام قليلة من تساقط الثلوج بكميات هائلة، حيث لم يفوتوا فرصة الاستمتاع بهدوء المكان ومناظر الطبيعة الخلابة التي تتميز بها المنطقة حاليا. بما أن أغلبية القاطنين يفضلون الخروج وقضاء أوقات ممتعة رفقة العائلة والأصدقاء،لاسيما في أيام العطلة، تم تسجيل يومي الجمعة والسبت اختناق مروري كبير دام لساعات طويلة على مستوى الطريق المؤدية إلى تيكجدة ،إلا أن الازدحام لم يؤثر على نفسية الزائرين، كونهم على يقين أنهم سينسون عناء التعب بمجرد رؤية الثلوج وهي تغطي جبال تيكجدة الشامخة. وحسب التصريحات المستقاة من بعض السائقين المتوجهين إلى «تيكجدة» فإن الازدحام المروري يعود إلى التوافد الكبير للزوار المتعطشين لجمال المناظر الطبيعة المعروفة بها هذه المنطقة السياحية بامتياز في كل الفصول. وبعد تدخل السلطات المحلية التي ساهمت في إعادة حركة المرور إلى طبيعتها، استمتع المتوجهون إلى أعالي «تيكجدة» بالطريق المؤدي إليها، وهو المسلك الذي فتح للزوار نافذة تمكنهم من التمتع بجمالية المكان الذي يجعل جميع المارين من خلاله ينبهرون باللوحة المرسومة الخاصة بالمناظر الطبيعية الخلابة والجبال التي ألبستها الثلوج البيضاء حلة جميلة، بالإضافة إلى الكهوف والوديان المعروفة بمياهها الدافئة والصافية، حتى في فصل الشتاء. أكد سكان العاصمة الذين وجدناهم بكثرة يتجولون بين أحضان جبال جرجرة أنهم اختاروا هذا المكان الهادئ هربا من زحمة المدينة وضجيج الشوارع باحثين عن الراحة والاستجمام وسط الطبيعة الخلابة والجبال الشامخة وأشجار السدر الخضراء الجميلة التي امتزجت مع بياض الثلج . و دفعنا الفضول للتقرب من بعض النساء والشابات اللواتي فضلن الذهاب إلى جبال «تيكجدة» والاستمتاع بأوقاتهن رفقة صديقاتهن دون مرافقة من قبل العنصر الرجالي، حيث أكدت إحدى الشابات أن انتشار أعوان الدرك الوطني والجيش الذين يسهرون على تأمين المكان جعلهن يتجولن في أريحية دون خوف من إمكانية تعرضهن لمضايقات أو اعتداءات سرقة . من جهتها، أوضحت سمية شريف التي توجهت إلى هذا المعلم السياحي رفقة أختها أن تساقط الثلوج حفزها على زيارة جبال «تيكجدة» التي صنفت كموقع مهم ضمن المحميات الطبيعية في العالم، نظرا لتزاوجها مع حظيرة جرجرة مشيرة إلى أن الطبيعة كانت جميلة وساحرة. وأكدت «شريف» القادمة من العاصمة أن جمال المنطقة أنساها معاناة الازدحام المروري على مستوى مدخل المعلم السياحي «تيكجدة»، وهو ما جعلها تفضل ركن سيارتها في الأسفل وتكمل طريقها رفقة أفراد عائلتها مشيا على الأقدام إلى غاية وصولها إلى الجبال الشامخة التي كانت مغطاة بالثلوج ممزوجة بالاخضرار موضحة أن المنطقة تشعر كل من يزورها بالهدوء والسكينة. وبالرغم من المجهودات المبذولة من طرف أعوان الدرك الوطني لتوفير الأمن إلا أن اتخاذ بعض شباب المنطقة في المرتفعات مكانا لهم لمعانقة أم الخبائث والرذيلة تبقى النقطة السوداء، ولو أن الزوار أجمعوا على عدم تعرضهم إلى أية مضايقة سواء العائلات أو السياح، كما تم تسجيل في ذات اليوم بعض الحوادث كتعرض أحد الشباب لحادث دهس من قبل دراجة نارية كان صاحبها مسرعا، وتعرض فتاة صغيرة لكسر على مستوى رجلها جراء الانزلاق على الجليد. ويرى الزوار أن الموقع السياحي يتميز بجمال خلاب أبدع الخالق في صنعه، وسحر طبيعي مازج بين الحاضر والمستقبل لا يزال رغم مرور الزمن يحتفظ بقصص تاريخية تركت بصماتها على هذه المنطقة الساحرة، داعين إلى ضرورة بعث المشاريع الاستثمارية واستغلال هذا المكسب الطبيعي.