شرعت مصر، أمس، في العمل بحالة الطوارئ التي وافق عليها مجلس الوزراء وستمتد لثلاثة أشهر، عقب التفجيرين الإرهابيين اللذان استهدفا كنيستين، فيما جرت عملية تشييع الضحايا الذي ارتفع عددهم إلى 45 إلى مثواهم الأخير وسط إدانة واسعة. دخل قرار فرض حالة الطوارئ مدته ثلاثة أشهر حيز التنفيذ أمس، بكافة أنحاء مصر عقب حادثي كنيستين بطنطاوالإسكندرية اللذان شكلا موضوع إدانة دولية واسعة داعية في مجملها إلى مواصلة مكافحة ظاهرة الإرهاب ونبذ ومحاربة كافة أشكال وصور العنف. فقد استهدف التفجير الأول كنيسة «مارجرجس» في طنطا بمحافظة الغربية بدلتا النيل على بعد 120 كلم شمال القاهرة والذي أدى إلى مقتل 27 شخصا وإصابة 78 آخرين،حسب ما أكدته وزارة الصحة المصرية بينما وقع التفجير الثاني في محيط الكاتدرالية المرقسية، في مدينة الإسكندرية وأسقط 16 قتيلا وأكثر من 40 جريح. وعلى إثر هذا العمل الإرهابي الشنيع الذي استهدف الأبرياء وافق مجلس الوزراء المصري، في اجتماعه أمس، على قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر. و في إطار هذا القرار تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله، وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ أرواح المواطنين. كما أعلنت مصر حدادا عاما لمدة ثلاثة أيام على ضحايا حادثي كنيستين بطنطاوالإسكندرية اللذين أسفرا عن مقتل 43 شخصا وإصابة 119 وسط اجراءات أمنية مشددة، حيث قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتولى أيضا منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الدفع بعناصر من وحدات التأمين الخاصة بالقوات المسلحة بشكل فوري لمساعدة الشرطة المدنية في تأمين المنشآت الحيوية والهامة بكافة محافظات مصر. تشييع الضحايا وجرت أمس مراسيم دفن الضحايا الذين ارتفع عددهم إلى 45، وتقرر دفن القتلى في مقبرة أعدت خصيصا داخل كنيسة مار جرجس في طنطا للضحايا الذين سقطوا خلال التفجير الذي استهدف هذه الكنيسة. أما ضحايا كنيسة الكاتدرائية المرقسية في الإسكندرية فتقرر دفنهم في دير «مار مينا» الذي دُفن فيه ضحايا كنيسة القديسين التي شهدت تفجيرا مماثلا نهاية عام 2010. توالي ردود الفعل الدولية أثار تفجيرا الكنيستين والذي أعلن تنظيم ما يسمى «داعش» الإرهابي مسؤوليته عنهما ردود فعل واسعة، حيث لم تراع حرمة أي دين، داعية لتضافر كل الجهود من أجل التصدي لظاهرة الإرهاب. وأدان الرئيس السيسي الحادثين، حيث جاء في بيان للرئاسة أن»السيسي يؤكد أن هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه ولن ينال أبدا من عزيمة المصريين وإرادتهم الحقيقية في مواجهة قوى الشر بل سيزيدهم إصرارا على تخطي المحن والمضي قدما في مسيرتهم لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة». وأدان مجلس الأمن الدولي بشدة الاعتداءين الإرهابيين «الجبانين والبغيضين» اللذين استهدفا الكنيستين، وأعرب أعضاء المجلس عن تضامنهم وتعازيهم لأسر الضحايا وإلى الحكومة المصرية، مؤكدين أن «الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يمثل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين»، داعين إلى تقديم الجناة إلى العدالة. وتلقى الرئيس المصري اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد إدانة الولاياتالمتحدة للتفجيرين الإرهابيين معربا عن ثقته في قدرة مصر وقيادتها على التعامل مع الموقف والتصدي للإرهاب مؤكدا دعم بلاده لمصر وشعبها في مواجهة تلك الظاهرة التي باتت تهدد العالم بأسره. من جانبه، أعلن المجلس الوطني الفلسطيني أمس تضامنه القوي مع مصر «الشقيقة» إثر الأعمال الإرهابية الجبانة التي طالت الكنيستين وأكد المجلس إدانته الشديدة لهذه الأعمال الإرهابية التي «تحاول زرع الفتنة بين فئات المجتمع المصري»، معربا عن أمله في قدرة مصر على «التصدي لهذه الأعمال البشعة واستئصال هذه الجماعات المنحرفة وأفكارها الظلامية التي تحاول المساس بالاستقرار والأمن في مصر». كما أدانت كل من الهندوبنما بشدة الهجومين الإرهابيين على الكنيستين، وأعربت بنما، عن خالص تعازيها لأسر الضحايا، وناشدت المجتمع الدولي للاصطفاف ضد الإرهاب لإعلاء قيم السلام والأمن.