دعا مراد مدلسي وزير الخارجية إلى تحيين تقييم دول الساحل للتهديد الإرهابي الذي يحدق بها وهذا جراء التطورات الخطيرة التي عرفتها المنطقة في السنوات الأخيرة حيث أخذ بعدا جديدا بعدما باتت له العديد من الارتباطات القوية مع الجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة بالأسلحة والمخدرات. وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية أمس في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المؤتمر الوزاري لدول منطقة الساحل والصحراء بفندق الشيراطون أنه ينبغي التحرك بحزم واتخاذ تدابير ملموسة من خلال تفعيل آليات التعاون الثنائي والجهوي والدولي التي يجب تحسينها وتكييفها إن اقتضى الأمر. وربط وزيرنا للخارجية محاربة الإرهاب بأوضاع التنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث أشار إلى ضرورة دراسة الملف الأخير بدقة في البؤر المغلقة والمعزولة من منطقتنا والتحرك عبر حلول ناجعة ومتجددة لتقليص الفقر والاستجابة للحاجيات الملحة للسكان المحرومين. وقال في نفس السياق أمام ممثلي دول بوركينافاسو والنيجر ومالي والتشاد وموريتانيا وليبيا أن شرائح واسعة من السكان أصبحت تعيش جوا من الخوف وانعدام الأمن وقد ازدادت وتيرة الخوف أكثر من ذي قبل وتضاف لمتاعب الفقر وتدهور المحيط وتحديات العولمة،وعليه بات من الضروري ايلاء أهمية كبرى للعمل الملموس الذي من شانه تحسين ظروف الحياة في المناطق المحرومة وتدعيم النسيج الاجتماعي فيها. وللتصدي للمخاطر وإنجاح مخططات التنمية أشار صاحب الكلمة إلى ضرورة التعاون العابر للحدود بين بلدان منطقة الساحل الصحراوي وفي أشكاله المتعددة للوصول إلى النجاعة اللازمة وهو أمر حيوي للرد على تحديات الأمن والتنمية مشددا على ضرورة التحلي بقيم الإخلاص والتعاون الصادق والصريح والوفاء بالالتزامات خاصة تلك المتعلقة بمحاربة الإرهاب دون تنازل وهي إشارة غضب واضحة من الجزائر من بعض السلوكات التي تمت مؤخرا والتي تؤكد تفضيل البعض التعاون مع دول تتربص بالمنطقة دون التي تفكر في إيجاد حلول جماعية تحافظ على امن واستقرار المنطقة. وربط بالمقابل محاربة الإرهاب بواجب التضامن الذي يحدو توجهنا نحو مواطنينا الأكثر حرمانا وهي قواعد عمل نتقاسمها جميعا ويجب علينا احترامها. وركز صاحب الكلمة الافتتاحية التي حضرها عدد معتبر من الصحافة الوطنية والأجنبية عن ضرورة تعزيز العلاقات الأمنية وتلك المتعلقة بالتنمية عن طريق التشاور والنيات الحسنة وهذا لمواصلة ما شرعنا فيه منذ مدة كبيرة للقضاء على الإرهاب ودفع التنمية وهي رسالة واضحة من الجزائر للمتربصين بمنطقة الساحل والذي يريدون توتير العلاقات بين الجزائر ومالي أكثر خاصة بعد ما حدث مؤخرا بيد أن الجزائر فضلت الترفع ومواصلة الدفاع عن المصالح العامة لدول وشعوب المنطقة لتوفير أجواء الحياة في كنف السلام والعيش الكريم. وادمج هذا النشاط في سياق مواصلة التشاور والعمل منذ المؤتمر الوزاري الذي احتضنته باماكو في نوفمبر 2008 الذي سمح ببناء شراكة دائمة في سياق إعادة الأمن والتطور الاقتصادي والاجتماعي في منطقة الساحل.