على غير العادة، لم يكن جمال عبدون مرحا، ولم يخلق الأجواء التي إعتاد عليها مع المنتخب الوطني، إذ إكتفى هذا الأخير بالانزواء والبقاء بمفرده، منذ وصول الوفد الجزائري إلى جنوب إفريقيا، في صورة تؤكد أنه متأثر للغاية، حيث ترجح أطراف قريبة من المنتخب الوطني، أنه لم يهضم عدم خوضه لقاء الإمارات الودي كاملا، خاصة وأنه لم يشارك في المقابلة الودية الأولى أمام منتخب إيرلندا، بحيث كان يعتقد أن فرصته ستكون في المباراة أمام الإمارات، وهو الشيء الذي لم يحدث، حيث إكتفى القائم الأول عن العارضة الفنية، الشيخ رابح سعدان بإشراكه في الدقائق الأخيرة، وهو الشيء الذي لم يعجب عبدون تماما، الذي أبدى غضبه الشديد على طريقته الخاصة، دون أن يحدث ضجة في المنتخب كما كان يفعل البعض. عزل نفسه عن البقية منذ لقاء الإمارات كان لاعب خط وسط ميدان نادي نانت الفرنسي، قد عودنا على أجواء رائعة وعلى حيوية كبيرة، عندما يكون مع المنتخب الجزائري ولا يتوقف عن المرح واللهو مع بقية العناصر، لكن هذه المرة سجل معطيات مغايرة تماما، حيث فضل عزل نفسه عن البقية وعن المجموعة ككل، وهذا منذ لقاء الإمارات، وهو دليل قاطع على أنه غاضب من سعدان، ولم يتقبل خياراته الفنية. الإبتسامة غابت عن وجهه كما غابت الابتسامة تماما عن وجهه خاصة بعد الرحلة إلى جنوب إفريقيا والتي دامت 13 ساعة، وبالرغم من أن البعض من العناصر حاولوا التخفيض من آلامه، إلا أن ذلك دون جدوى، وبقي طيلة الفترات منعزلا وعلامات الاستياء لا تزال بادية على وجهه، كما أنه يتفادى اللاعبين وأعضاء الوفد المتنقل إلى جنوب إفريقيا، حتى في الغرفة وفي الفندق الذي يقيم فيه الخضر طيلة المونديال. اللاعب شعر بالتهميش من قبل الطاقم الفني وحسب ما أشارت إليه مصادرنا المقربة، فإن جمال عبدون شعر بنوع من التهميش من قبل الطاقم الفني، والمدرب رابح سعدان، الذي رفض حتى أن يمنحه فرصة المشاركة في اللقاءات الودية، وما زاد من درجة تأثره هو مشاركة الجدد في اللقاءين الوديين على غرار بودبوز، قادير، ڤديورة، وكذا مصباح وبلعيد، فبالرغم من أنه هو أقدم عنصر منهم ومر على قدومه مدة طويلة، إلا أنه لم يحض بالفرصة التي حضي بها الجدد.