ويؤكدون أن الشبيبة ستلقى أحسن ضيافة مهنة المتاعب وفضولنا المهني دفعانا مباشرة بعد أن وطئت أقدامنا أرض الفراعنة إلى التجول في شوارع العاصمة المصرية وجس نبض الشارع المصري حول المواجهة الكبيرة التي تنتظر الشبيبة سهرة غد الأحد، أمام النادي الأهلي والتي تدخل لحساب الجولة الرابعة من دور مجموعات رابطة أبطال إفريقيا، في بادئ الأمر كنا متخوفين من أن ينكشف أمرنا وتحدث معنا أمور نخشاها سيما وأننا في بلد أقصينا منتخبها في التصفيات المزدوجة من التأهل إلى المونديال، فضلا عن الهزيمة التي ألحقها أسود جرجرة برفاق أبو تريكة، معطيات لم تكن في صالحنا ولم تخدمنا بتاتا في أول جولة قادتنا إلى وسط القاهرة أو كما يحلو لأحفاد الفراعنة تسميتها "وسط البلد"، ولكن بعد فترة صغيرة قضيناها لجس النبض أدركنا بأنه لن يحدث أي مشكل وأكثر من ذلك تجاذبنا أطراف الحديث مع عدد كبير من المصريين الذين استقبلونا بصدر رحب وتحدثوا معنا بكل موضوعية معترفين أن "الخضر" استحقوا المونديال وإنهم كانوا الأقوى في التصفيات إلى درجة أنهم اعترفوا حتى بسخافات صدرت من إتحاد كرتهم ومن إعلامييهم الذين انتقدوهم بشدة، نقاط كادت تنسينا أننا في القاهرة من أجل تغطية حدث آخر يتعلق هذه المرة بنادي جزائري اسمه شبيبة القبائل، هذا لا يعني بأننا لم نجد أي مضايقات لأن في كل بلد هناك فئة تعصف دائما بما هو جميل تشوه صورة يصنعها الكل، إلى ذلك وقبل أن نشرع في التفاصيل يجب أن نؤكد أن ما رصدناه هو أن كل آل فرعون، وبالرغم من أنهم طغوا وتجبروا في السابق إلا أنهم عادوا إلى جادة الصواب وقال كل الذين التقيناهم أنهم سيشجعون فريقهم بطريقة حضارية لا تعدوا أكثر من تسعين دقيقة، وأنهم سيضعون كل الصراعات السابقة في طي النسيان على أن يحفظوا الدروس بداية من الآن. ترحاب كبير ورغبة جامحة لطي صفحة الماضي ترحاب كبير لقيناه في القاهرة والجميع يرغب في طي صفحة الماضي، وعكس كل التوقعات والمخاوف التي انتابتنا في البداية، فإنه ما إن مرت علينا نصف ساعة من التجوال حتى أدركنا أن كل شيء على ما يرام وأن المياه عادت إلى مجاريها رغم الذي حدث في مباراة الذهاب، باعتبار أن عددا كبيرا من المصريين ما إن اكتشفوا أننا من البعثة الإعلامية الجزائرية ونحضر لشد الرحال نحو الفندق، حتى سارعوا نحونا وأصروا على تجاذب أطراف الحديث معنا، وما كنا لنتجرأ على أن نكتب مثل هذا الكلام خصوصا وأننا عانينا الويلات لو لم نحس حقا النية الطيبة من كل المصريين الذين التقيناهم، زيادة عن هذا وجدنا أن الجميع يدعوا إلى التعقل ونبذ الأمور غير الرياضية، حيث لم يخلوا حديث الذين صادفناهم من التأكيد على ضرورة طي صفحة الماضي، وهي أمور دفعتنا إلى الشك، خاصة أن كل المعطيات كانت تشير إلى توعد هذه الأخيرة لكل ما هو جزائري، خاصة بعد الذي روج له إعلامهم عن الأجواء المشحونة التي عاشتها بعثة الأهلي في تيزي وزو، هذا قبل أن نتأكد أن دكاكين الفتنة لم يعد لها صيت في الشارع المصري الذي اكتشف في الأخير كل المؤامرات الدنيئة التي كانت تحيكها هذه الأخيرة من أجل الإيقاع بين الشعبين لغاية واحدة ووحيدة وهي الربح لا غير. اعتراف صريح بتواطؤ إتحاد الكرة المصري في اعتداءات القاهرة يبقى الأمر المهم والذي يجب الإشارة إليه حتى نكون صادقين في نقل الحقائق التي لمسناها من وسط الشارع المصري، هو اعتراف فئة كبيرة من العيّنة التي استجوبناها والتي بنينا عليها هذا الروبورتاج بتواطؤ إتحاد الكرة المصري في الاعتداءات التي سبقت المباراة الكبيرة التي جمعت منتخبنا الوطني أمام نظيره المصري والتي دخلت لحساب الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وأمم إفريقيا 2010، اعترافات تؤكد بأن الرأي العام المصري تفطن لكل ما قيل من قِبل بعض أشباه الإعلاميين إن صح هذا التعبير. أحفاد الفراعنة انقلبوا على إعلامهم وعلى سمير زاهر ولعل ما هو أدهى وأمر هو أن المصريين أجمعوا على أن رؤوس الفتنة في الصراع الجزائري المصري هم الإعلاميون الذين تخلوا عن ضميرهم المهني وراح كل واحد منهم يحاول صنع اسم لنفسه أو للفضائية التي يذيع فيها برنامجه بغض النظر عما يمكن أن يحدث، بالإضافة إلى أننا لمسنا استياءً كبيرا في الأوساط المصرية من المسؤول الأول على إتحاد الكرة المصري، الذي حمّلوه قسطا كبيرا من تضييع مصر للتأهل للمونديال الإفريقي بالرغم من حوزتها على جيل ذهبي من اللاعبين. يعترفون ضمنيا بقوة الشبيبة ونفوذ حناشي لمسنا من خلال الاستطلاع الذي قمنا به في شوارع القاهرة على عينة من المصريين، أنهم يعترفون ضمنيا بقوة النادي القبائلي، حيث أكد أحدهم "بعد تعادلنا مع هارتلاند في المباراة الأولى من التصفيات أدركت بأن النادي القبائلي سيحدث المفاجأة وهو ما حدث بالضبط"، ويرى المصريون أنهم لم يضيّعوا بعد تأشيرة التأهل إلى المربع الذهبي، بحكم أن مباراة القاهرة ستجعلهم يقتربون أكثر من الرائد شبيبة القبائل بعد الإطاحة به طبعا، معطيات تؤكد جباروت آل فرعون الذين يبدو أنهم لم يحفظوا الدرس بعد كل الذي حدث مع منتخب بلادهم جراء تكبرهم واستصغار المنتخب الجزائري الذي اقتطع في الأخير ورقة التأهل إلى المونديال بالرغم من أنهم يُظهرون غير ذلك، والأغرب من كل هذا هو أن كل الذين صادفناهم استنكروا وبشدة الاعتداء على حافلة الأهلي في تيزي وزو، وأقروا بطريقة مباشرة أن ما قام به الرجل الأول في البيت القبائلي محند شريف حناشي بعد الحادث، كان موقف بطوليا ويحمل سمات الرجولة الحقة، حيث أكدوا أنه لو فعل زاهر نفس ما فعله الرئيس القبائلي لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم، مشيرين في سياق حديثهم إلى العقوبة التي تلقاها. حمى روراوة لا تزال تلقي بضلالها على أحفاد الفراعنة من جهة أخرى وبالرغم من أن المنافسة تختلف هذه المرة عن سابقتها لأن الأمر يتعلق بالأندية، إلا أنه ومن خلال التصريحات التي استقيناها يمكن القول إن حمى الرجل الأول في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحاج محمد روراوة، لا تزال تلقي بضلالها على الفراعنة، حيث أكد أحدهم قائلا: "لو كان عندنا روراوة لتوجنا بكأس العالم"، ومن بين التصريحات التي استوقفتنا والتي لا يمكن أن نمر عليها مرور الكرام في أي حال من الأحوال، ما قاله أحد الأشقاء المصريين واسمه علي، عامل بشركة خاصة في الجزائر رافقنا في الرحلة الجوية من الجزائر إلى القاهرة "لو كان لدينا رئيس اتحاد كرة مثل روراوة وبجيل ذهبي من اللاعبين الحاليين لتوجنا بكأس العالم"، ولعل كلامه فيه عدة دلالات أهمها أنه استصغر سمير زاهر وأشاد بروراوة، الذي لا يمكن لأي أحد أن ينكر دوره الكبير في الأخذ بيد الخضر إلى جنوب إفريقيا من خلال تعامله باحترافية كبيرة مع اللاعبين والطاقم الفني وحرصه على تسخير كل الإمكانات المادية والبشرية. قنوات العار منبوذة والجميع يتهمها بإشعال لهيب الفتنة بالمقابل ومن دون أن نشعر ودون أن نقصد توجيه الأنصار المصريين في الحديث معهم، انتقدوا بشدة إعلامييهم خصوصا على مستوى الفضائيات، ولم يترددوا حتى في ذكر الأسماء على غرار مصطفى عبدو، مدحت شلبي والغندور، الذين حمّلوهم مسؤولية توتر العلاقات بين البلدين على حد تعبير بعضهم "ما جمعه التاريخ، الدين والعروبة لا يمكن أن تفرقه الكرة"، واعترفوا أن تأثير هؤلاء الإعلاميين السلبي على الرأي العام ولّد الحقد لدى طبقة معينة من المجتمع المصري، ولكنهم سرعان ما اكتشفوا الحقيقة بمرور الوقت. يبقى الحلم الأهلاوي قائم في التتويج بالتاج القاري الظاهر أن أنصار القلعة الحمراء لديهم ثقة كبيرة في المايسترو والمدرب حسام البدري، ويحلمون بالتتويج باللقب إلى درجة أن بعضهم أكد لنا أنه بالرغم من النتائج الإيجابية التي حققها الفريق القبائلي في رابطة أبطال إفريقيا والتي تمكن من خلالها من تسيد عرش المجموعة بعد أن حصد كامل الزاد في ثلاث مواجهات بداية بالإسماعيلية مرورا بهارتلاند وصولا إلى الأهلي، إلا أن فريقهم هو من سيكمل دور المجموعات في الريادة وهو من سيقتطع الورقة الأولى للمرور المربع الذهبي، بل تعدى الأمر ذلك إلى حد أن بعضهم أكد لنا أنهم سيتوجون باللقب الإفريقي. آل فرعون يعتبرون تجار أحسن عنصر في الشبيبة الظاهر أن متوسط ميدان النادي القبائلي، سعد تجار، بث الرعب في نفوس المصريين على غرار الطاقم الفني للأهلي، الذي حذّر في وقت سابق من إمكاناته وأعطى تعليمات في مباراة الذهاب بفرض رقابة لصيقة عليه، باعتبار أن كل الذين صادفناهم وتحدثنا إليهم أشادوا بمجهودات تجار، وأكدوا أنهم تابعوه في كل مباريات الشبيبة، خاصة تلك التي لعبها أسود جرجرة أمام الإسماعيلي والأهلي، مشيدين بالدور الكبير الذي لعبه في اقتراب الكناري من تحقيق هدفهم المنشود والمرور إلى الدور نصف النهائي، إلى درجة أن بعضهم أجزم بأن تجار، قادر على اللعب في نادٍ أكبر من الشبيبة، بالإضافة إلى أن المصريين يتابعون أخبار النادي القبائلي عن كثب إلى درجة أننا اندهشنا لاطلاعهم على كل صغيرة وكبيرة تخص الشبيبة، عن طريق تصفحهم الجرائد الجزائرية عبر مواقعها الالكترونية بما في ذلك "الشباك". الاعتداءات المزعومة حديث العام والخاص تبقى الاعتداءات المزعومة إن صح هذا التعبير، لأنها في بادئ الأمر كانت مجرد حجر رُشق على حافلة الأهلي وهي في طريقها إلى ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، من أجل خوض حصة تدريبيبة، ليتبين أن الشخص الذي قام بذلك قاصر تمكن الأمن الجزائري من إلقاء القبض عليه وإيداعه السجم، حديث العام والخاص خاصة على مستوى أنصار النادي الأهلي الذين التقيناهم على مستوى معقل الأهلي، حيث أكدوا أنهم بالرغم من كل ما قيل حول القضية وما اتخذته دكاكين الفتنة من موقف أكبر للقضية، إلا أن إيمانهم بكرم الشعب الجزائري جعلهم يتأكدون بأن كل الذي نُشر يبقى مجرد كلام يقبل الصحة بقدر ما يقبل الخطأ، هذا كما أكد بعض الأنصار على غرار مجدي، أحد عشاق النادي الأهلي أن ثقتهم كبير في شخص المسؤول الأول عن الفريق حسن حمدي، الذي أدان بشدة كل ما قيل وأكد أن الأمر لا يتعدى اعتداءً فرديا وهو وارد في كل دول العالم وليس في الجزائر فقط. حمى كوجيا تضرب كيان الأهلاويين رغم تأكيدهم بعدم شرعية هدف التعادل من جهة أخرى، تبقى حمى الحكم البينيني كوفي كوجيا، الذي بات من معالم سلبيات التحكيم الإفريقي في القارة السمراء، تضرب كيان الأهلاويين، بحكم أنهم متخوفين من أمور يرون أنها من الممكن أن تحدث خلال المباراة، والتي تنحصر مجملها في انحياز حكم المباراة لفريق الشبيبة القبائلية، على أساس أن الحكم الذي أدار مباراة الذهاب لم يكن نزيها، بالرغم من اعترافهم ضمنيا بعدم شرعية هدف التعادل الذي سجله النادي الأهلي في الشوط الثاني، معطيات جعلتنا نتأكد من أن التحكيم في مصر وانحيازه لفريق دون الآخر هو الذي زرع في نفوس الشارع المصري مثل هذه الأفكار، حاصة وأن المهزلة الكروية التي أحدثها الحكم البينيني خلال نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة وبالتحديد في مباراة نصف النهائي والتي جمعت الخضر بالمنتخب المصري والتي تمكن من خلالها هذا الأخير عن طريق انحياز الحكم من إنهائها لصالحه بنتيجة أربعة أهداف دون رد. سعيود بطل قومي رغم انتمائه لبلد المليون ونصف المليون شهيد بعض الأشخاص فضلوا الابتعاد عن أجواء الاحتقان والحديث عن الاعتداءات التي ذاع صيتها في الآونة الأخيرة بداية من أحداث القاهرة مرورا بالسودان وصولا إلى تيزي وزو، وراحوا يؤكدون على أن العلاقات بين الشعبين لا يمكن أبدا أن تفسد بسبب مباريات في كرة القدم لا تسمن ولا تغني من جوع على حد تعبيرهم، مؤكدين ذلك من خلال اللاعب الجزائري في صفوف النادي الأهلي أمير سعيود، الذي يرون فيه الصورة الأوضح لأسمى معالم الأخوة بين الشعبين. الشبيبة مرجع المصريين في التحدي والروح القتالية بعد الخضر في سياق آخر، أشاد العديد من متتبعي مشوار النادي القبائلي في المنافسة الإفريقية، بالتحدي الكبير الذي يرفعه أشبال المسؤول الأول عن العارضة الفنية القبائلية السويسري آلان غيغر، حتى باتوا يعتمدون عليه كمرجع لقوة الشخصية والروح المعنوية الكبيرة في تحقيق نتائج إيجابية وتشريف الراية الوطنية، يأتي هذا طبعا بعد تأكيدهم بأن المنتخب الجزائري يمتلك نفس الإصرار الذي لمسوه في مباريات الشبيبة، مؤكدين بأن تأهلهم إلى نهائيات كأس العالم لم يأتِ من فراغ وإنما هو ثمرة عمل كبير من الطاقمين الفني والإداري، فضلا عن اللاعبين الذين -حسبهم- كانوا في المستوى. بعضهم تعجب من رغبتنا في أخذ انطباعات الشارع المصري في الأخير ومن الأمور التي لمسناها والتي بلغت مسامعنا في أكثر من مرة وشهدناها على وجه كل من استجوبناه، هي تعجبهم من فضولنا المهني ورغبتنا الجامحة في إيصال آرائهم إلى قرائنا في الجزائر بالرغم من الظروف التي سبقت هذه المباراة، ليؤكدوا لنا في الأخير بأنه السر الذي مكّن الصحافة الجزائرية من الوقوف في عزّ الأزمة التي ضربت المنتخبين الند للند في وجه الإعلام المصري المدجج بكوكبة كبيرة من القنوات الخاصة والجرائد.