يتردد على مدرجات ملاعبنا في المباريات الرسمية أنصار بعض الأندية الذين لا يطيقون تفويت فرص مشاهدة مباريات أنديتهم المفضلة مهما كانت الظروف والأحوال ونخص بالذكر الأنصار الملتزمين أو المتديّنين الذين يعتبرون من السُنّيين جراء مظاهرهم كاللحية والقميص وكذا نصف الساق، فعادة تشد هذه الشريحة وتلفت نظر الأنصار باعتبار أن حضورهم يكون عادة ممييزا في مدرجات الملاعب، ولعل من بين الأمور التي وقفنا عليها من خلال حضورنا لمختلف المباريات واحتكاكنا بالأنصار أن الفرق بين المناصر العادي والمتديّن يزول في المدرجات فالهدف يصبح واحدا وهو مناصرة الفريق والوقوف إلى جانب اللاعبين بتشجيعهم بشتى الطرق والوسائل لإحراز الفوز حتى ولو كان ذلك باستصغار المنافس ونعته بأقبح الصفات، ولعل هذا ما يجعلنا نجزم أن مفعول اللحية والقميص يزول في المدرجات أين تصبح كل الحناجر تهتف هتافا واحدا ويكون عادة بالسب والشتائم والأمثلة كثيرة بالصور والحجج والبراهين القاطعة. الانزواء جانبا من سمات الملتحين وعادة عندما يتعلق الأمر بإجراء المباريات في ملاعب تتسع مدرجاتها إلى عدد كبير من الأنصار نجد أن "أصحاب اللّحي" يخصصون لأنفسهم مدرجات خاصة حتى يتسنى لهم مشاهدة المباراة دون التأذى بشتائم الآخرين، لكن هذا لا يحدث إلا نادرا باعتبار أننا لا نملك ملاعب كبيرة على مستوى القطر الوطني وكثيرا ما يكون الاختلاط موجودا وهو الأمر الذي يجعل الملتزمين ينسون التزاماتهم ويخوضون فيما لا يمتون بأي صلة به، فعادة لولا المظهر الخارجي لا يمكننا التفرقة بين المناصر الملتزم والعادي ونقول العادي حتى لا نقول المندفع. الملتزم مناصر عادي يتفاعل ويتأثر بالمحيط ومن خلال حديثنا مع الأنصار الملتزمين الذين يترددون عادة على مدرجات الملاعب لمساندة أنديتهم والوقوف إلى جانب لاعبي فريقهم، أكد لنا معظمهم وبصريح العبارة أنهم لا يختلفون عن باقي الأنصار فالدافع واحد وهو حب الفريق ومحاولة مساندته بشتى الطرق والوسائل وعلى حد تعبير أحدهم: "لا نملك العِصمة فهي من صفات الأنبياء والرسل والإنسان يحاول قدر المستطاع تفادي الوقوع في الأمور المنافية لتعاليم ديننا ولكننا بالمقابل بشر نتأثر بمحيطنا الخارجي ونتفاعل وفي بعض الأحيان نقدم على أمور لا إرادية لا نحس أننا أقدمنا عليها إلا عندما نراجع أنفسنا فيما بعد". .. وعادة يكونون الأكثر لفتا للانتباه كثيرا ما يكون الأنصار الملتزمين الأكثر لفتا للانتباه في مدرجات الملاعب، باعتبارهم يتميزون عن باقي المناصرين وبالرغم من أنهم يواجهون بعض المشاكل إلا أن هذا لا يكون عائقا بالنسبة لهم في تحقيق مبتغاهم والحضور إلى الملاعب لمتابعة المباريات، وعادة أي حركة من هؤلاء الأنصار يكون لها صدى كبيرا فالمناصر المندفع عندما يشاهد مناصرا ملتزما يقوم بأمور كهذه ينفجر ويقدم على أمور أكثر منها، وهو ما يدفع بالأمور إلى السلبية في بعض الأحيان في حين أن المناصر الملتزم والملتحي يتعين عليه أن يكون قدوة.