تحت درجة حرارة معتدلة "19 درجة" وتحكيم سوداني مقبول، وأمام جمهور قليل وفي أجواء من الروح الرياضية، لعب أهلي البرج مقابلة "تحدي" ثالثة ضمن مجموعته الصعبة ونجح في معظم فترات المواجهة من خلط أوراق المحليين، مما جعل أشبال محمد إبراهيم يتيهون ويعلن فوزي بشير والغديري وخالد سلامة إفلاسهم، ومع أن حارس القادسية "خالدي" أمضى أمسية هادئة، خاصة في الشوط الأول، إلا أنه ظل يتابع منافسه كيال وهو يوقف كل الهجمات بثقة كبيرة بالنفس شوط تميّز بأداء كبير للاعب لوصيف الذي منح كرات طازجة إلى بوجليد الذي لم يدخل في المواجهة كما فعل ضد الزمالك عندما دخل إحتياطيا وأمضى هدفين حاسمين.. كانت المباراة مع مرور دقائقها تعطي مزيدا من الثقة للبرايجية الذين استعادوا لعبهم المعهود وحتى إرادتهم في انتزاع نتيجة حسنة، لأن نقطة التعادل فقط تعني بقاءهم في المقدمة مع احتفاظهم بكامل حظوظهم وهو ما جعل الأداء يتحسّن في الشوط الثاني ويخرج في الدقيقة 65 مفاجأته التي أخفاها في الشوط الأول، عبر هجوم معاكس وضع فيه الكرة في شباك الخالدي، وراهن الهجوم البرايجي على خبرة وإمكانات معوش، ولكن السيطرة الكويتية كانت كاملة وشاملة في الربع ساعة الأخير، حيث تحصلت القادسية على سبع ركنيات كاملة، كان مهندس فشلها كيال، الذي تساءل الكويتيون لماذا لا يتقمص هذا الحارس ألوان الفريق الوطني الجزائري. أصعب ما في المقابلة، كان في الخمس دقائق الأخيرة أمام إصابة دفاف ومطالبة الكويتيين بضربة جزاء أمام وصول أية كرة إلى منطقة العمليات والتعب الذي لبس كل اللاعبين بما فيهم معوش، وبدت هذه الخمس دقائق طويلة جدا جدا وظهر فيها المناصرون البرايجية والجزائريون في كامل تشجيعاتهم وتجهزوا لدخول أرضية الميدان برغم السبع الدقائق التي أضافها الحكم السوداني وأثارت إحتجاج لاعبي وطاقم أهلي البرج، خاصة أن هدف التعادل القاتل جاء في الدقيقة 94 وهو الهدف الذي لم ينقص من حظوظ البرايجية أكبر المرشحين للتأهل قالوا عن المقابلة بسكري "أهلي البرج" كان بإمكاننا العودة بالنقاط الثلاث ولكن التعادل هو نتيجة حسنة جعلتنا نبقى في المركز الأول ولم ننهزم لحد الآن.. الآن بإمكاننا الحلم واللعب من أجل انتزاع ورقة التأهل ولكن بدون غرور. ليلة بيضاء في البرج برغم مرارة الهدف القاتل الذي جاء في وقت المباراة الميت "الدقيقة 94"، إلا أن البرايجية خرجوا جماعات بعد نهاية المقابلة إلى شوارع المدينة وصنعوا كالعادة مواكب الفرح. بعض المناصرين انتظروا إعلان حكم مباراة الفيصلي ووفاق سطيف النهاية حتى تكون الفرحة مضاعفة.. التعاليق صبّت جميعها في تحية بسكري الذي أكد نجاعة خططه وأيضا كيال الذي أصبح أحد أكبر أبطال برج بوعريريج ودفاف وخسراني وهواري وحتى معوش كمال، القادم من العميد.. أهلي البرج الذي لعب نهار أمس بقمصان بيضاء، لأن المنافس لعب بالأصفر كان أبيضا فعلا ومنح هذا اللون لليلة البرج الباردة جدا مساء أمس، خاصة أن نقطة التعادل جعلت الأهلي يبقى رائدا وأحد أكبر المرشحين.. بل إنه أكبر المرشحين للتأهل كرائد في مجموعته للدور النصف النهائي. خيارات بسكري تميز لقاء أهلي البرج بنظيره القادسية بمستوى متوسط، خاصة في شوطه الأول، الذي عرف فترات فراغ عديدة ظهر خلالها فريق القادسية جدّ متخوف من ضيفه الجزائري، لذلك فضّل عدم المغامرة أمام صلابة الدفاع البرايجي وبراعة الحارس مروان كيال، الذي كان كالعادة في المستوى المطلوب وتمكن من إفشال عدّة محاولات للمحليين الذين دخلوا المباراة ببطء وأظهروا ثقلا في التحرّك فوق أرضية الميدان، حيث بدا المدرب الكويتي محمد ابراهيم، الذي سبق له أن درّب المنتخب الكويتي، جدّ متحفظ في منطقة البرج. وبالنظر إلى محاولات القادسية في الشوط الأول، فقد كانت أغلبيته غير منظمة وكانت بدايتها في الدقيقة التاسعة عن طريق عبد الرحمان أكيتا، الذي قاد أخطر لقطة بعدما انطلق من الجهة اليسرى، ووجه كرة في شكل تمريرة ردّها كيال بذكاء، بعدما كانت متجهة نحو الشباك، لتتوالى بعدها هجومات الكويتيين، لكن دون جدوى، بالنظر إلى صلابة الدفاع البرايجي. وفي الدقيقة ال 22 وبعد عمل جماعي تمكن بدر المطوع من الانفلات من اليسرى ومرّر كرة على طبق إلى زميله فوزي بشير، إلا أن رأسية هذا الأخير كانت ضعيفة وخرجت كرته جانبية.. هذه اللقطة ردّ عليها المهاجم البرايجي خالد فواز، الذي عرقل بالقرب من نقطة الركنية أين نفّذ مخالفة أرضية مرّت جانبية.. وفي الدقيقة ال 26، استفاد المحليون من ركنية نفذها بدر المطوع لتجد رأسية فايز، لكن كيال، كان في المكان المناسب وأمسك الكرة بكل ثقة. وبالرغم من أن الفريق المحلي سيطر على معظم الكرات، إلا أن أغلبية المحاولات كانت محتشمة كتلك التي كانت في الدقيقة 33 من طرف صالح الشيخ، الذي وجه قذفة قوية على بعد حوالي 20 مترا، لكنها انتهت بين أحضان الحارس كيال وفي الجهة المقابلة، خلق البرايجية فرصة ثانية في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول، بعد تغلغل من بلهامل الذي يمرّر باتجاه بوجليد الذي لم يتمكن من التحكم في الكرة، لينتهي الشوط الأول بدون أهداف مع سيطرة طفيفة للمحليين الذين لم يتمكنوا من اختراق الدفاع البرايجي المتماسك.