مأساة إنسانية بأتم معنى الكلمة، تلك التي تعيشها عائلة الإخوة قرمولة بافلو التي زارتها الشروق في بيتها في يوم اشتد برده وكثر ثلجه رفقة مجموعة من شباب ناس الخير افلو فكانت بداية الحكاية المأساة. إنها السيدة الياقوت البالغة من العمر 50 سنة والمصابة بحساسية مزمنة ومرض الصرع الذي رافقها طيلة عمرها، والتي توفى زوجها سنة 2008 وترك لها بنتين وولد واثنين من أخويه وعمه في بيت من غرفتين تسيل أسقفه ماء كلما نزل المطر. ميراث السيدة لم يكن أموالا وعائدات وإنما كان تركة ثقيلة من المسؤوليات تعجز عنها حتى مؤسسات. ثلاثة رجال يعتمدون على الياقوت في تدبر أمورهم جميعا من دون تأفف أو قلق منها رغم متاعبها، فالأول عم زوجها السيد قرمولة عبد الله البالغ من العمر 93 سنة يعاني من تضخم الغدة الدرقية وانهيار كلي مصحوب بحالة من الحساسية والضغط المرتفع قليل الحركة وإن لم نقل عديمها يعتمد على الياقوت في كل شؤونه، فقد زوجته منذ زمن بعيد لا أبناء له ولا دخل له إلا منحة البطالة، ولا يستفيد من التسهيلات والاستفادات الطبية المخصصة لذوي الأمراض المزمنة يقضي وقته في فراشه المتواضع يقابله في الركن الآخر من الغرفة في فراش رث وقديم ابن أخيه وشقيق زوج الياقوت المتوفى، المقعد عبد القادر البالغ من العمر89 سنة تحالف الضغط الدموي مع مرض في رأسه فأذهبه البصر وأصبح شبه كفيف يعتمد علي الياقوت في حركته وحاجته، لا ولد له، ولا دخل ولا معيل ماعدا منحة البطالة، آلام رأسه جعلته لا يقوى على رفع رأسه والنظر إلى مصادر الضوء قال للشروق إنه لم يعد يستطع تحمل آلام رأسه وإنه فقد القدرة على التحمل والصبر في غياب أي تكفل فعلي، الرجل الثالث والذي يعاني بمستشفى أفلو تم نقله منذ يومين في حالة لم يبق فيها إلا هيكل عظمي يكسوه جلد جراء المرض وتعفن بعض الإصابات علي مستوى ركبتيه ورجله الحالة الاجتماعية للعائلة اكتشفتها الوكالة الوطنية للتضامن الاجتماعي إلا أن شباب ناس الخير بافلو هم من قام بإحضار لحماية المدنية ونقل المريض للمستشفى انه محمد البالغ من العمر 60 سنة اشتغل حياته بالرعي يعاني تخلفا ذهنيا يستفيد من منحة الإعاقة الذهنية كل ثلاثة أشهر إلا أنه لايتمتع بكامل قدراته العقلية حسب عائلته. يعاني من مجموعة من الأمراض حولته إلي هيكل، نقله إلي المستشفى أيقظ كثيرا من الإرادات الطيبة التي أسعفته بالألبسة والغذاء وبعض الدواء إلا أن حالته مثلما يتداول في الشارع قد تتطلب بتر إحدى ساقيه أو كلتاهما ا .حالة العائلة المأساة الاجتماعية تتطلب هبة تضامنية لإخراجها من وضعها الاجتماعي المزري وتتطلب وقفة اعتراف وتقدير للياقوت التي وان تباعدت الأرحام والأواصر العائلية بينها والمرضى، إلا أن وفاءها لعائلة زوجها والعناية بهم والسهر علي خدمتهم رغم الأدواء جعلها تنال احترام وتقدير المجتمع في زمن تشهد فيه العلاقات الاجتماعية تمزقا كبيرا وجديرة بأن تكون مثالا للأسرة الجزائرية الأصيلة.