يعيش شاب عمره 24 سنة بحي الوئام بالجلفة رفقة أفراد عائلته في حالة جد مزرية، نتيجة العوز، وانتشار المرض بين أفرادها، حيث تحمّل الشاب "علي، ع" البالغ 24 سنة مسؤولية عائلته منذ كان صغيرا، وهو اليوم يعاني أكثر نتيجة البطالة التي يتخبط فيها، رغم أنه لا يتوانى في ترديد عبارات تترجم صبره على محنته التي ألمت به، ويسرد "علي" قصته في حديث للشروق اليومي، والتي بدأت منذ الصغر، فالأب يعاني من النسيان، والأم معاقة بنسبة 80 %، والأخ الأكبر "زكموط" البالغ 38 سنة فبنسبة 100 %، أما الأخت "أم هاني" فمتخلفة ذهنيا، فيما تعاني "فاطمة" من فقر الدم وإصابة على مستوى الرجل اليسرى، أما أخوه "عبد الرحمان" فمريض نفسيا، في وقت يتعاطى الأخ الأصغر "المختار" 16 سنة الأنسولين. ويقول "علي" إنه أصبح عاجزا عن توفير لقمة العيش لهم، إذ أنه يتكفل بهم في تحضير الأكل والنظافة وغيرها، مضيفا أنه رغم معاناته يدعو الله أن يفرج عنه، ويسخر له المحسنين للتقليل من معاناته التي طالت. وقد زارت "الشروق اليومي" مساء أول أمس شقة العائلة المتواجدة بحي الوئام، ووقفت على مأساة أفرادها، غير أن هذه المعاناة لم تمنع الشاب "علي" من الابتسامة وهو يتحدث للشروق اليومي، حيث أوضح أنه يتمنى أن ينال رضا والديه، مستدركا "لقد تعبت كثيرا منذ صغري، وكثيرا ما انفجرت بالبكاء، أشتكي إلى الله ضعفي، والحمد لله على كل حال دائما". ويتحدث "علي" بحرقة عن محاولاته الدائمة للحصول على عمل قصد التكفل بعائلته دون الحاجة إلى صدقات المحسنين غير أنها باءت بالفشل، ويضيف "صرت أخجل من انتظار صدقات الآخرين، ولو توفر العمل لاستغنيت عن ذلك". وقد تضاعفت معاناة هذه العائلة هذه الأيام بفعل انعدام المداخيل والمرض الذي ألم بأفرادها، الأمر الذي جعل الشاب "علي" يوجه نداء إلى السلطات لتوفير عمل ومساعدته على التكفل بعائلته.